بضروب الوساوس، ولسانه بما لم يقل (١)، فلا يمكنه أن يتسلط عليه بأيّ حيلة، وبأيّ وسيلة؛ لأن الله تعالى عصمه منه، {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}[الأحزاب: ٣].
٤ - (ومنها): أن في الحديث إشارةً إلى التحذير من فتنة القرين، ووسوسته، وإغوائه، فأعلمنا بأنه معنا؛ لنحترز منه بحسب الإمكان، ولا يكون الحذر إلا بالالتجاء إلى الله عز وجل، فإنه عدوّ لدود لا نراه، كما قال تعالى:{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}[الأعراف: ٢٧]، فلا يمكن التحرّز من عدوّ لا يُرى إلا بمن يراه، ولا يراه هو، والله القويّ العزيز، كما قال عز وجل: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (٦٥)} [الإسراء: ٦٥].
٥ - (ومنها): أن الحديث يدلّ على إكرام الله تعالى بني آدم، حيث لم يتركهم مع الشياطين، بل جعل لهم قرناء من الملائكة، كما في رواية سفيان الآتية، فهم يحفظونهم من أمر الله، ويُعينونهم على طاعته، وذلك من الفضل العظيم، والله تعالى أعلم.