و ٥١٤ و ٥٢٤ و ٥٣٧)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٣٤٨ و ٣٤٤٦)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط"(٣/ ٥)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(١١/ ١١٥)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٣/ ١٨)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٤١٩٢)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان أن دخول الجنّة برحمة من الله سبحانه وتعالى، وفضل، لا بالعمل الصالح، وسيأتي التوفيق بين هذا الحديث وبين آية:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[النحل: ٣٢]، وقوله:{جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السجدة: ١٧]، وغيرها من الآيات في المسألة التالية -إن شاء الله تعالى-.
٢ - (ومنها): أنه لا ينبغي للعبد أن يعتمد على أعماله الصالحة، بل الواجب أن يعتمد على ربه سبحانه وتعالى، مع اجتهاده في الأعمال.
٣ - (ومنها): أن فيه حجةً لمذهب أهل السُّنَّة أن الله تعالى لا يجب عليه شيء من الأشياء، لا ثواب، ولا غيره، بل العالم مُلكه، والدنيا والآخرة في سلطانه، يفعل فيهما ما يشاء، فلو عذّب المطيعين والصالحين أجمعين، وأدخَلَهم النار كان عدلًا منه، وإذا أكرمهم، ونعَّمهم، وأدخلهم الجنة، فهو بفضل منه، ولو نَعَّم الكافرين، وأدخلهم الجنة، كان له ذلك، لكنه أخبر، وخبره صِدق، أنه لا يفعل هذا، بل يغفر للمؤمنين، ويُدخلهم الجنة برحمته، ويعذِّب الكافرين، ويُدخلهم النار عدلًا منه، فمن نجا، ودخل الجنة، فليس بعمله؛ لأنه لا يستحقّ على الله تعالى بعمله شيئًا، وإنما هو برحمة الله تعالى وفضله، وذهبت المعتزلة إلى إيجاب ثواب الأعمال على الله تعالى، وحَكَّموا العقل، وأوجبوا مراعاة الأصلح، ولهم في ذلك خبط عريض، تعالى الله عز وجل عن اختراعاتهم الباطلة المنابذة لنصوص الشرع، قاله وليّ الدين العراقيّ رحمه اللهُ (١).
(المسألة الثالثة): في أقوال أهل العلم في الجمع بين حديث الباب، وبين الآيات التي تدلّ على أن دخول الجنة بالأعمال؛ كقوله تعالى: {ادْخُلُوا