٤ - (الأَغَرُّ) أبو مسلم المدينيّ، نزيل الكوفة، مولى أبي سعيد، وأبي هريرة -رضي الله عنهما-، اشتركا في عتقه، ثقةٌ [٣] وهو غير سلمان الأغر الذي يُكنى أبا عبد الله، وقد قلبه الطبرانيّ، فقال: اسمه مسلم ويكنى أبا عبد الله (بخ م ٤) تقدم في "صلاة المسافرين وقصرها" ٢٦/ ١٧٧٧.
٥ - (أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ) سعد بن مالك بن سنان -رضي الله عنهما-، تقدّم قبل ثلاثة أبواب.
والباقون ذُكروا في الباب والباب الماضي.
شرح الحديث:
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من سُداسيّات المصنّف -رحمه اللهُ-، ورواية تابعيّ عن تابعيّ، عن صحابيين، كلاهما من المكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنهما- (عَنِ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-)؛ أنه (قَالَ:"يُنَادِي مُنَادٍ) الظاهر أن هذا المنادي هو الله -سبحانه وتعالى-، كما سبق قبل هذا حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأيُّ شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أُحِلّ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا"، متّفقٌ عليه، وغير ذلك من النصوص التي هي صريحة في نداء الله تعالى لأهل الجنّة، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
ثم إن هذا النداء ظاهر في كونه في الجنّة، وقيل: إذا رأوها من بعيد، والأول أشبه. (إِنَّ) بكسرة الهمزة، (لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا) بكسر الصاد وتشديد الحاء المهملتين، تكونوا صحيحي البدن دائمًا، (فَلَا تَسْقَمُوا) بفتح أوله، وثالثه، من باب تَعِب، ويجوز ضمّ ثالثه أيضًا، قال الفيّوميّ -رحمه الله-: سَقِمَ سَقَمًا، من باب تَعِبَ: طال مرضه، وسَقُمَ سُقْمًا، من باب قَرُب، فهو سَقِيمٌ، وجمعه