للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سِقَامٌ، مثلُ كريم وكرام، ويتعدى بالهمزة، والتضعيف، والسَّقَامُ بالفتح اسم منه. انتهى (١).

(أَبَدًا)؛ أي: دائمًا في مستقبل الزمان، (وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا) بفتح أوله، وثالثه، من باب تَعِبَ أيضًا، (فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا) بفتح أوله، وكسر ثالثه، من باب ضرب، (فَلَا تَهْرَمُوا) بفتح أوله، وثالثه، من باب تعِبَ؛ أي: فلا تشيبوا (أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا) بفتح أوله، وتثليث ثالثه، كفرح، وضرب، ونصر، كما في "القاموس". (فَلَا تَبْأَسُوا)؛ أي: لا يصيبكم بأس، وهو شدّة الحال، والبأس، والبؤس، والبأساء، والبؤساء بمعنى، وفي بعض النسخ: "فلا تَبْتَئِسُوا". (أَبَدًا") قال الطيبيّ -رحمه الله-: هذا النداء والبشارة ألذّ، وأشهى ما فيه من السرور، وفي عكسه أنشد المتنبي [من الوافر]:

أَشَدُّ الْغَمِّ عِنْدِي فِي سُرُورٍ … تَيَقَّنَ عَنْهُ صَاحِبُهُ ارْتِحَالَا (٢)

(فَذَلِكَ قَوْلُهُ -عز وجل-: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}).

قال الإمام ابن جرير الطبريّ -رحمه اللهُ-: معنى الآية: ونادى منادٍ هؤلاء الذين وصف الله صفتهم، وأخبر عما أعدّ لهم من كرامته: أنْ يا هؤلاء، هذه "تلكم الجنة" التي كانت رسلي في الدنيا تخبركم عنها، أوْرَثكموها الله عن الذين كذبوا رسله، لتصديقكم إياهم، وطاعتكم ربكم، وذلك هو معنى قوله: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. انتهى (٣).

وقال الألوسيّ -رحمه اللهُ-: {وَنُودُوا}؛ أي: نادتهم الملائكة، وجوَّز بعضهم احتمال أن المنادي هو الله، والآثار تؤيد الأول.

قال الجامع عفا الله عنه: بل الآثار الصحيحة تؤيّد الثاني، كحديث:

"أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم. . ."، وغير ذلك، كما أسلفته آنفًا، والله تعالى أعلم.

{أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ}؛ أي: تِلْكُم على أنَّ {أَنْ} مفسرة لِمَا في النداء من


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٨٠.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ١١/ ٣٥٥٨.
(٣) "تفسير الطبريّ" ١٢/ ٤٤٢.