للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(قَالَ) -صلى الله عليه وسلم-: ("فَإِنَّهَا)؛ أي: نار جهنّم، (فُضِّلَتْ) بالبناء للمفعول، (عَلَيْهَا)؛ أي: على نار الدنيا، ووقع في رواية البخاريّ بلفظ: "فُضّلت عليهنّ أي: على نيران الدنيا.

قال الطيبيّ -رحمه الله-: فإن قلت: كيف طابق قوله: "فُضّلت عليها" جوابًا، وقد عُلم من قوله: "جزء من سبعين جزءًا" هذا التفضيل؟.

قلت: معناه: المنع من الكفاية، أي: لا بُدّ من التفضيل؛ لتمييز عذاب الله من عذاب الخلق، ولذلك أوثر النار على سائر أصناف العذاب زيادة في تنكيل عقوبة أعداء الله تعالى، وغضبًا شديدًا على مردة خلق الله من الجنّ والإنس. انتهى (١).

(بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهَا)؛ أي: كلّ هذه التسعة والستين (مِثْلُ حَرِّهَا") زاد أحمد، وابن حبان من وجه آخر، عن أبي هريرة: "وضُربت بالبحر مرتين، ولولا ذلك ما انتفع بها أحد"، ونحوه للحاكم، وابن ماجه عن أنس، وزادا: "فإنها لتدعو الله أن لا يعيدها فيها"، وفي "الجامع " لابن عيينة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "هذه النار ضُربت بماء البحر سبع مرات، ولولا ذلك ما انتفع بها أحد"، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٣/ ٧١٣٧ و ٧١٣٨] (٢٨٤٣)، و (البخاريّ) في "بدء الخلق" (٣٢٦٥)، و (الترمذيّ) في "صفة جهنّم" (٢٥٨٩)، و (مالك) في "الموطّأ" (٢/ ٩٩٤)، و (ابن المبارك) في "مسنده" (١/ ٧٦)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (٢٠٨٩٧)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٣١٣ و ٤١٧)، و (ابن راهويه) في "مسنده" (١/ ٣٠٨)، و (الدارميّ) في "سننه" (٢/ ٣٤٠)، و (البزّار) في "مسنده" (٥/ ٢٥٠)، و (هنّاد بن السريّ) في "الزهد" (٢٣٦)، و (ابن حبّان) في


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ١١/ ٣٥٨٦.