للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المشهور، له أحاديث، مات بالبصرة سنة ثمان وخمسين (ع) تقدم في "المقدمة" ١/ ١.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من سُداسيّات المصنّف -رحمه الله-، وأنه مسلسل بالبصريين من شيبان، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ.

شرح الحديث:

(عَنْ سَمُرَةَ) بن جُندب -رضي الله عنه-، (أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ مِنْهُمْ)؛ أي: من أهل النار، (مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ) تثنية كعب، قال الفيّوميّ -رحمه الله-: الكَعبُ من الإنسان اختَلف فيه أئمة اللغة، فقال أبو عمرو بن العلاء، والأصمعيّ، وجماعة: هو العظم الناشز في جانب القدم، عند ملتقى الساق والقدم، فيكون لكلّ قدم كَعبَان، عن يمنتها، ويسرتها، وقد صرح بهذا الأزهريّ، وغيره، وقال ابن الأعرابيّ وجماعة: الكَعْب هو الْمَفْصِل بين الساق والقدم، والجمع كُعُوبٌ، وأكعُبٌ، وكِعَابٌ، قال الأزهريّ: الكَعْبَانِ الناتئان في منتهى الساق مع القدم عن يمنة القدم ويُسْرتها، وذهبت الشّيعة إلى أن الكَعبَ في ظهر القدم، وأنكره أئمة اللغة كالأصمعيّ، وغيره. انتهى (١).

(وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى حُجْزَتِهِ) بضم الحاء وسكون الجيم، بعدها زاي؛ أي: معقد إزاره، ووسطه، (وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى عُنُقِهِ")، وفي الرواية الآتية: "إلى ترقوته"، وهو بمعناه.

قال القرطبيّ -رحمه الله-: هذا الحديث أيضًا يدلّ على أن أهل النار يتفاوتون فيها، ويصحّ مثل هذا في الكفار، كما قلناه في حديث أبي طالب، ويصحّ أن يكون ذلك فيمن يعذَّب من الموحّدين، إلا أن الله تعالى يُميتهم إماتة، كما صحّ في الحديث. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث سمرة بن جُندب -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف -رحمه الله-.


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٣٤.
(٢) "المفهم" ٧/ ١٨٩.