للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أملح، فيَذبح جبريل الكبش، وهو الموت". انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: قول من قال: يذبحه يحيى بن زكريّا، مما ليس له دليل صحيح، وكذا قول من قال: إنه جبريل، لا دليل عليه، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(قَالَ) -صلى الله عليه وسلم-: (ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ)؛ أي: لكم خلود دائم (فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ، فَلَا مَوْتَ"، قَالَ) أبو سعيد -رضي الله عنه- (ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:) قال في "الفتح": يستفاد من التصريح في هذه الرواية انتفاء الإدراج، وللترمذيّ من وجه آخر عن الأعمش في أول الحديث: "قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} [مريم: ٣٩] فقال: يؤتى بالموت. . . إلخ" (٢).

({وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٩)}) قال الإمام ابن جرير -رَحِمَهُ اللهُ- في تفسير هذه الآية: يقول تعالى ذِكره لنبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-: وأنذر يا محمد هؤلاء المشركين بالله يوم حَسْرتهم، ونَدَمهم على ما فرّطوا في جنب الله، وأُورثت مساكنهم من الجنة أهلَ الإيمان بالله، والطاعة له، وأدخلوهم مساكن أهل الإيمان بالله من النار، وأيقن الفريقان بالخلود الدائم، والحياة التي لا موت بعدها، فيا لها حسرة، وندامةً. انتهى (٣).

وقال الحافظ ابن كثير -رَحِمَهُ اللهُ- في "تفسيره": ثم قال تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ}؛ أي: أنذر الخلائق يوم الحسرة، {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ}؛ أي: فُصِل بين أهل الجنة، وأهل النار، وصار كلٌّ إلى ما صار إليه مخلّدًا فيه، {وَهُمْ}؛ أي: اليوم، {فِي غَفْلَةٍ} عما أُنذروا به يوم الحسرة، والندامة، {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}؛ أي: لا يصدِّقون به، وقال: يومُ الحسرة من أسماء يوم القيامة، عظّمه الله، وحذّره عباده. انتهى (٤).

وقوله: (وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدُّنْيَا) وفي رواية أحمد: "وأشار بيده، ثم قال: أهل الدنيا في غفلة الدنيا".


(١) "الفتح" ١٥/ ٨٩.
(٢) "الفتح" ١٠/ ٣٤٧.
(٣) "تفسير الطبري" ١٦/ ٨٧.
(٤) تفسير ابن كثير ٣/ ١٢٣.