(غُرْلًا") بضم الغين المعجمة، وسكون الراء: جمع أغرل، وهو الأقلف، وزنه، ومعناه، وهو من بقيت غُرلته، وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذَّكَر، قال أبو هلال العسكريّ: لا تلتقي اللام مع الراء في كلمة إلا في أربع: أرل: اسم جبل، وورل: اسم حيوان معروف، وحرل: ضَرب من الحجارة، والغرلة، واستُدرك عليه كلمتان: هرل: ولد الزوجة، وبرل: الديك الذي يستدير بعنقه.
قال ابن عبد البرّ: يُحشر الآدمي عاريًا، ولكل من الأعضاء ما كان له يوم وُلد، فمن قُطع منه شيء يُرَدّ، حتى الأقلف.
وقال أبو الوفاء بن عقيل: حشفة الأقلف موقاة بالقلفة، فتكون أرقّ، فلما أزالوا تلك القطعة في الدنيا أعادها الله تعالى ليذيقها من حلاوة فضله. ووقع في حديث عبد الله بن أنيس عند أحمد، والحاكم، بلفظ: "يحشر الله العباد، وأومأ بيده نحو الشام، عُراةً، حُفاةً، غُرلًا، بُهْمًا" بضم الموحدة، وسكون الهاء، قلنا: وما بُهمًا؟ قال: "ليس معهم شيء".
قالت عائشة -رضي الله عنها-: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعًا، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ؟) فيه أن النساء يدخلن في الضمير المذكَّر الآتي بالواو، وكأنه بالتغليب، كما في قولها: "بعضهم"، ووقع في رواية أبي بكر بن أبي شيبة المذكورة بعد قوله: "حفاة عراة": "قلت: والنساء؟ قال: والنساء".
(قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "يَا عَائِشَةُ الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ") وفي رواية للبخاريّ: "الأمر أشدّ أن يُهمّهم ذلك"، و"يُهمهم" بضم أوله، وكسر الهاء، من الرباعيّ، يقال: أهمه الأمر، وجوّز ابن التين فتح أوله، وضمّ ثانيه، من هَمَّه الشيء: إذا آذاه، والأول أَولى.
وللنسائيّ والحاكم، من طريق الزهريّ عن عروة، عن عائشة: "قلت: يا رسول الله فكيف بالعورات؟ قال: لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه"، وللترمذيّ، والحاكم، من طريق عثمان بن عبد الرحمن القرظيّ: "قرأت عائشة: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} فقالت: واسوأتاه، الرجال والنساء يحشرون جميعًا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض؟ فقال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)} [عبس: ٣٧]-وزاد- لا ينظر الرجال إلى النساء، ولا النساء