إلى الرجال، شُغل بعضهم عن بعض"، ولابن أبي الدنيا من حديث أنس، قال: "سألت عائشة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-كيف يحشر الناس؟ قال:"حفاةً، عراةً"، قالت: واسوأتاه، قال: قد نزلت عليّ آية، لا يضرّك كان عليك ثياب أو لا، {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١)} [النور: ١١]"، وفي حديث سودة، عند البيهقيّ، والطبرانيّ نحوه، أخرجاه من طريق أبي أويس، عن محمد بن أبي عياش، عن عطاء بن يسار، عنها، وأخرجه ابن أبي الدنيا، والطبرانيّ في "الأوسط" من رواية عبد الجبار بن سليمان، عن محمد، بهذا الإسناد، فقال: عن أم سلمة، بدل سودة، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي الله عنها- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١٥/ ٧١٧٠ و ٧١٧١](٢٨٥٩)، و (البخاريّ) في "الرقاق" (٦٥٢٧)، و (النسائيّ) في "المجتبى" (٢٠٨٣) وفي "الكبرى" (٢٢١٠ و ٢٢١١)، و (ابن ماجه) في "الزهد" (٤٣٣٠)، و (أحمد) في "مسنده" (٦/ ٥٣)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (٧/ ٨٦)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (١/ ٢٠) وفي "مسند الشاميين" (٢/ ٢٣٦)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): إثبات البعث بعد الموت.
٢ - (ومنها): أن فيه بيان معنى قوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}[الأنبياء: ١٠٤]، وذلك أن الناس يبعثون حُفَاةً، ليس لهم خفّ، ولا نعل، عُرَاة، ليس لهم لباس تستر العورات، غُرْلًا، ليسوا مختونين.
٣ - (ومنها): بيان شدّة هول ذلك اليوم، حيث إن بعضهم لا يشعر بانكشاف عورته، ولا عورة غيره، بل هو مشغول بشأن نفسه، ومهتمّ بها، أينجو من النار، أم لا؟.
٤ - (ومنها): أن فيه حجة للقول الراجح: إن النساء يدخلن في خطاب