أحدهما: أن يخلق الله تعالى ارتفاعًا في الأرض التي تحت قدم كل إنسان، بحسب عمله، فيرتفع عن الأرض بحسب ارتفاع ما تحته.
وثانيهما: أن يحشر الناس جماعات في تفرقة، فيحشر كل من يبلغ عرقه إلى كعبيه في جهة، وكل من يبلغ حقويه في جهة، وهكذا، والقدرة صالحة لأن تُمسك عرق كل إنسان عليه بحسب عمله، فلا يتصل بغيره، وإن كان بإزائه، كما قد أمسك جرية البحر لموسى -عليه السلام- حيث طلب لقاء الخضر، ولبني إسرائيل حين اتبعهم فرعون، والله تعالى أعلم بالواقع من هذه الأوجه.
والحاصل: أن هذا المقام مقام هائل، لا تفي بهوله العبارات، ولا تحيط به الأوهام، ولا الإشارات، وأبلغ ما نطق به في ذلك الناطقون: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨)} [ص: ٦٧، ٦٨]. انتهى (١).
وقوله:(قَالَ) المقداد -رضي الله عنه- (وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ)؛ أي: موضّحًا معنى الإلجام، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف -رحمه الله-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف)[١٦/ ٧١٧٨](٢٨٦٤)، و (الترمذيّ) في "صفة القيامة"(٢٤٢١)، و (ابن المبارك) في "مسنده"(١/ ٥٨)، و (أحمد) في "مسنده"(٦/ ٣ - ٤)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(٢/ ٦٠٢) وفي "مسند الشاميين"(١/ ٣٢٥)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٧٣٣٠)، و (اللالكائيّ) في "اعتقاد أهل السنّة"(٦/ ١١٨١)، و (البيهقيّ) في "شعب الإيمان"(١/ ٢٤٤)، و (البغويّ) في "التفسير"(٤/ ٤٥٨) و"شرح السُّنَّة"(٤٣١٧)، والله تعالى أعلم.