للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - (ابْنُ عُمَرَ) عبد الله -رضي الله عنهما-، تقدّم أيضًا قبل باب.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من رباعيات المصنّف -رحمه الله-، وهو (٤٣٦) من رباعيات الكتاب، وأنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، وقد دخل المدينة، وفيه ابن عمر -رضي الله عنهما- من العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، ومن مشاهير الصحابة في الفتوى، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ عُمَرَ) -رضي الله عنهما- (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ) ولفظ النسائيّ: "ألا إن أحدكم"، و"أَلَا" أداة تحضيض، قال ابن عبد البرّ -رحمه الله-: الخطاب موجَّه إلى أصحابه، وإلى المنافقين، فيُعرض على المؤمن مقعده من الجنة، وعلى المنافق مقعده من النار. انتهى (١).

(إِذَا مَاتَ عُرِضَ) بالبناء للمفعول، (عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) قال الحافظ وليّ الدين -رحمه الله-: فيه أن الميت يُعرَض عليه في قبره بالغداة والعشيّ مقعده من الجنّة، وفي هذا تنعيم لمن هو من أهل الجنّة، وتعذيب لمن هو من أهل النار بمعاينة ما أعدّ له، وانتظاره ذلك إلى اليوم الموعود ويوافق هذا في أحد الشّقّين قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)} [غافر: ٤٦].

وقال ابن التين -رحمه الله-: يَحْتَمِل أن يريد بالغداة والعشيّ غداة واحدة، وعشيّة واحدة، يكون العرض فيها. ومعنى قوله: "حتى يبعثك الله"؛ أي: لا تصل إليه إلى يوم البعث. ويَحْتَمِل أن يريد كلّ غداة، وكلّ عشيّ.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: الاحتمال الثاني هو الظاهر، كما تؤيّد الآية المذكورة أَحَد شقيه، فالشقّ الآخر مثله، فَيُعرَض على كل فريق مقعده كلّ غداة، وكلّ عشيّ، ولا يعارضه ما تقدم من عرض المقعد عند السؤال، فذاك عرضٌ غير هذا، والله تعالى أعلم.


(١) "الاستذكار" ٣/ ٨٧.