للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والباقون ذُكروا في الباب.

وقوله: (لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ) "كان" هنا تامّة، لا تحتاج إلى منصوب، كما قال الحريريّ -رحمه الله- في "ملحته":

وَإِنْ تَقُلْ يَا قَوْمِ قَدْ كَانَ الْمَطَرْ … فَلَسْتَ تَحْتَاجُ لَهَما إِلَى خَبَرْ

وقوله: (وَظَهَرَ عَلَيْهِمْ نَبِيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-)؛ أي: غلبهم وقهرهم.

وقوله: (أَمَرَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا) ولا تنافي بينه وبين رواية روح التالية: "بأربعة وعشرين رجلًا"؛ لأن البضع يطلق على الأربع أيضًا، قال الحافظ -رحمه الله-: ولم أقف على تسمية هؤلاء جميعهم، بل سيأتي تسمية بعضهم، ويمكن إكمالهم مما سرده ابن إسحاق من أسماء مَن قُتل من الكفار ببدر، بأن يضيف على من كان يُذكر منهم بالرياسة، ولو بالتبعية لأبيه، وفي حديث البراء -رضي الله عنه- أن قتلى بدر من الكفار كانوا سبعين، وكأن الذين طُرحوا في القليب كانوا الرؤساء منهم، ثم من قريش، وخُصُّوا بالمخاطبة المذكورة؛ لِمَا كان تقدم منهم من المعاندة، وطُرح باقي القتلى في أمكنة أخرى، وأفاد الواقديّ أن القليب المذكور كان حفره رجل من بني النّار، فناسب أن يُلقى فيه هؤلاء الكفار. انتهى (١).

وقال في "العمدة": حفرها رجل من بني النار، اسمه بدر، من قريش بن مخلد بن النضر بن كنانة الذي سُمِّيت قريش به، على أحد الأقوال، فكان فَأْلًا مقدّمًا لهم، والله تعالى أعلم. انتهى (٢).

وقوله: (مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ) بالصاد المهملة، والنون: جمع صِنديد، بوزن عِفْريت، وهو السيد الشجاع العَظيم (٣).

وقوله: (فَأُلْقُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ) "الطويّ" بفتح الطاء المهملة، وكسر الواو، وتشديد الياء: هي البئر المطويّة بالحجارة، وتُجمع على أطواء، زاد في رواية البخاريّ: "خبيث مخبث"؛ أي: غير طيب، ومخبث بضم الميم، وكسر الباء الموحدة، من قولهم: أخبث؛ أي: اتخذ أصحابًا خُبَثًا.


(١) "الفتح" ٩/ ٤٠.
(٢) "عمدة القاري" ٣/ ١٧٦.
(٣) "عمدة القاري" ٣/ ١٧٦.