١ - (منها): بيان عموم عذاب الدنيا الصالح والطالح، وإنما يخصّ عذاب الآخرة.
٢ - (ومنها): ما قاله ابن أبي جمرة -رَحِمَهُ اللَّهُ-: في الحديث مشروعية الْهَرَب من الكفار، ومن الظَّلَمة؛ لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة، هذا إذا لم يُعِنْهم، ولم يرض بأفعالهم، فإن أعان، أو رضي فهو منهم، ويؤيده أمْره -صلى اللَّه عليه وسلم- بالإسراع في الخروج من ديار ثمود، وأما بعثهم على أعمالهم فحُكم عدل؛ لأن أعمالهم الصالحة إنما يجازون بها في الآخرة، وأما في الدنيا فمهما أصابهم من بلاء كان تكفيرًا لِمَا قدّموه من عمل سيئ، فكان العذاب المرسَل في الدنيا على الذين ظلموا يتناول من كان معهم، ولم يُنكِر عليهم، فكا ان ذلك جزاء لهم على مداهنتهم، ثم يوم القيامة يُبعث كل منهم فيجازى بعمله.
٣ - (ومنها): أن فيه تحذيرًا، وتخويفًا عظيمًا لمن سكت عن النهي، فكيف بمن داهن، فكيف بمن رضي، فكيف بمن عاون، نسأل اللَّه السلامة، قاله ابن أبي جمرة -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
قال الحافظ: ومقتضى كلامه أن أهل الطاعة لا يصيبهم العذاب في الدنيا بجريرة العصاة، وإلى ذلك جنح القرطبيّ في "التذكرة"، وما قدمناه قريبًا أشبه بظاهر الحديث، وإلى نحوه مال القاضي ابن العربيّ. انتهى (١).