للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.

٢ - (ومنها): أن رجاله كلّهم رجال الجماعة.

٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالكوفيين.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، وتابعيّ عن تابعيّ، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي ذَرٍّ) الْغِفاريّ - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ) أي فيها (وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، رَجُلٌ) خبر لمحذوف، أي هو رجل (يُؤْتَى بهِ) بالبناء للمفعول (يَوْمَ الْقِيَامَة، فَيُقَالُ) بالبناء للمفعول أيضًا، أي يقول الله - سبحانه وتعالى - لملائكته (اعْرِضُوا عَلَيْهِ) بوصل الهمزة، وكسر الراء، من العرض ثلاثيًّا، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: عَرَضَ له كذا يَعْرِضُ - من باب ضرب -: ظهر عليه وبدا، كَعَرِضَ، كَسَمِعَ، وعَرَضَ له الشيءَ: أظهره له، وعَرَضَ عليه الشيءَ: أراه إيّاه. انتهى (١). والمعنى الأخير هو المناسب هنا، أي أَرُوهُ (صِغَارَ ذُنُوبِه، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا) أي أخفوها عنه، واستروها عليه؛ لئلا يشتدّ خوفه، ويَقنط من رحمة الله تعالى، وفي رواية لأبي عوانة: "ويُخْبأ عنه كبارها" (فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ) بالبناء للمفعول، وفي نسخة: "فَيَعْرِضُ الله عليه" (صِغَارُ ذُنُوبِهِ) وقوله: (فَيُقَالُ) بيان لمعنى العرض، وكيفيّته (عَمِلْتَ) بفتح أوله، وكسر ثانيه (يَوْمَ كَذَا وَكَذَا) أي في الوقت الفلانيّ، فالمراد باليوم مطلق الوقت (كَذَا وَكَذَا) أي من عمل السيّئات (وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا) أي من ترك الطاعات، وفي رواية لأبي عوانة: "فيقال: عملت يوم كذا كذا وكذا، وعمِلت يوم كذا وكذا، وعمِلت يوم كذا وكذا (٢) ثلاث مرّات" (فَيَقُولُ) أي في كلّ منهما، أو بعدهما جميعًا، قاله القاري - رَحِمَهُ اللهُ - (٣). (نَعَمْ) أي عَمِلته (لَا


(١) "القاموس المحيط" ص ٥٨٠.
(٢) هكذا النسخة، والظاهر أن فيه سقطًا، إذ حقّه أن يكون لفظه "عملت يوم كذا، كذا وكذا، وعملت يوم كذا، كذا وكذا، وعملت يوم كذا، كذا وكذا"، والله تعالى أعلم.
(٣) "المرقاة" ٩/ ٥٥٢.