فيجدونه كهيئته حين تركوه، فيخرقونه، فيخرجون على الناس. . . " الحديث.
قال الحافظ: وأخرجه الترمذيّ، والحاكم، من رواية أبي عوانة، وعبد بن حميد من رواية حماد بن سلمة، وابن حبان من رواية سليمان التيميّ، كلهم عن قتادة، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن قتادة مدلّس، وقد رواه بعضهم عنه فأدخل بينهما واسطة، أخرجه ابن مردويه، لكن وقع التصريح في رواية سليمان التيميّ عن قتادة بأن أبا رافع حدّثه، وهو في صحيح ابن حبان.
وأخرجه ابن ماجه من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: حدّث أبو رافع، وله طريق آخر عن أبي هريرة، أخرجه عبد بن حميد، من طريق عاصم، عن أبي صالح عنه، لكنه موقوف.
قال ابن العربيّ: في هذا الحديث ثلاث آيات:
الأولى: أن اللَّه منعهم أن يوالوا الحفر ليلًا ونهارًا.
الثانية: منعهم أن يحاولوا الرقي على السدّ بسلم أو آلة، فلم يلهمهم ذلك، ولا علمهم إياه، ويَحْتَمِل أن تكون أرضهم لا خشب فيها، ولا آلات تصلح لذلك.
وتعقّبه الحافظ، فقال: وهو مردود، فإن في خبرهم عند وهب في "المبتدأ" أن لهم أشجارًا، وزروعًا، وغير ذلك من الآلات، فالأول أَولى.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق ابن عمرو بن أوس، عن جدّه، رفعه: "إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاؤوا، وشجر يلقحون ما شاؤوا. . . " الحديث.
الثالثة: أنه صدهم عن أن يقولوا: إن شاء اللَّه حتى يجيء الوقت المحدود.
قلت (١): وفيه أن فيهم أهل صناعة، وأهل ولاية وسلاطة، ورعية تطيع من فوقها، وأن فيهم من يعرف اللَّه، ويقر بقدرته ومشيئته، ويَحْتَمِل أن تكون تلك الكلمة تجري على لسان ذلك الوالي من غير أن يعرف معناها، فيحصل المقصود ببركتها.