للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحبيبة بنت أم حبيبة، أبوها عبيد اللَّه بن جحش، مات بأرض الحبشة. انتهى كلامه.

وأخرجه أبو نعيم أيضًا من رواية إبراهيم بن بشار الرماديّ، ونصر بن عليّ الجهضميّ، وأخرجه النسائيّ عن عبيد اللَّه بن سعيد، وابن ماجه عن أبي بكم بن أبي شيبة، والإسماعيليّ من رواية الأسود بن عامر، كلهم عن ابن عيينة بزب ادة حبيبة في السند، وساق الإسماعيليّ عن هارون بن عبد اللَّه قال: قال لي الأسود بن عامر: كيف يحفظ هذا عن ابن عيينة، فذكره له بنقص حبيبة، فقال: لكنه حدّثنا عن الزهريّ، عن عروة، عن أربع نسوة، كلهنّ قد أدركن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعضهنّ عن بعض.

قال الدارقطنيّ: أظنّ سفيان كان تارةً يذكرها، وتارةً يسقطها.

قال الحافظ: ورواه شُريح بن يونس عن سفيان، فأسقط حبيبة، وزينب بنت جحش، أخرجه ابن حبان، ومثله لأبي عوانة عن الليث، عن الزهريّ، ومن رواية سليمان بن كثير عن الزهريّ، وصرّح فيه بالإخبار.

قال الجامع عفا اللَّه عنه: الذي يظهر لي مما سبق أن كلا الطريقين محفوظان، بزيادة حبيبة في السند، وإسقاطها، كما أشار إليه الدارقطنيّ آنفًا، وكما هو ظاهر صنيع مسلم -رَحِمَهُ اللَّهُ- حيث أخرج الطريقين، ولم يتعقّب واحدًا منهما، واللَّه تعالى أعلم.

[فائدة]: حبيبة هذه هي حبيبة بنت عبيد اللَّه -بالتصغير- ابن جحش، ذكرها موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، فتنصّر عبيد اللَّه بن جحش، ومات هناك، وثبتت أم حبيبة على الإسلام، فتزوجها النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وجهزها إليه النجاشيّ، وحَكَى ابن سعد أن حبيبة إنما وُلدت بأرض الحبشة، فعلى هذا تكون في زمن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- صغيرة، فهي نظير التي روت عنها في أن كلًّا منهما ربيبة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي أن كلًّا منهما من صغار الصحابة، وزينب بنت جحش هي عمة حبيبة المذكورة، فروت حبيبة عن أمها، عن عمتها، وكانت وفاة زينب قبل وفاة أم حبيبة.

قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وزعم بعض الشراح أن رواية مسلم بذكر حبيبة تؤذن بانقطاع طريق البخاريّ.