للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بعضهنّ عن بعض غيره، وأما اجتماع أربعة صحابة، أو أربعة تابعيين بعضهم عن بعض، فوجدت منه أحاديث، قد جمعتها في جزء، ونبهت في هذا الشرح على ما مرّ منها في "صحيح مسلم"، وحبيبة هذه هي بنت أم حبيبة أم المؤمنين بنت أبي سفيان، ولدتها من زوجها عبد اللَّه بن جحش الذي كانت عنده قبل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. انتهى (١).

وقال في "الفتح": قوله: "عن أم حبيبة" هكذا قال بعض أصحاب سفيان بن عيينة، منهم مالك بن إسماعيل، ومنهم عمرو بن محمد الناقد، عند مسلم، ومنهم سعيد بن منصور في "السنن" له، ومنهم قتيبة، وهارون بن عبد اللَّه، عند الإسماعيليّ، والقعنبيّ عند أبي نعيم، وكذا قال مسدّد في "مسنده"، وهكذا عند البخاريّ من رواية عُقيل، وشعيب، ومحمد بن أبي عتيق، كلهم عن الزهريّ ليس في السند حبيبة.

قال: وزاد جماعة من أصحاب ابن عيينة عنه ذِكر حبيبة، فقالوا: "عن زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن أمها أم حبيبة". هكذا أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وسعيد بن عمرو الأشعثيّ، وزهير بن حرب، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، أربعتهم عن سفيان، عن الزهريّ، قال مسلم: زادوا فيه حبيبة، وهكذا أخرجه الترمذيّ عن سعيد بن عبد الرحمن المخزوميّ، وغير واحد، كلهم عن سفيان، قال الترمذيّ: جوَّد سفيان هذا الحديث، هكذا رواه الحميديّ، وعليّ ابن المدينيّ، وغير واحد من الحفاظ، عن سفيان بن عيينة، قال الحميديّ: قال سفيان: حفظت عن الزهريّ في هذا الحديث أربع نسوة: زينمبما بنمسما أم سلمة، عن حبيبة، وهما ربيبتا النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش، وهما زوجا النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" من طريق الحميديّ، فقال في روايته: "عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن أمها أم حبيبة"، وقال في آخره: قال الحميديّ: قال سفيان: أحفظ في هذا الحديث عن الزهريّ أربع نسوة، قد رأين النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: ثنتين من أزواجه: أم حبيبة، وزينب بنت جحش، وثنتين ربيبتاه: زينب بنت أم سلمة،


(١) "شرح النوويّ" ١٨/ ٢.