٥ - (أَبُو الزُّبَيْرِ) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأسديّ مولاهم المكيّ، صدوق، يدلّس [٤](١٢٦)(ع) تقدم في "الإيمان" ٤/ ١١٩.
٦ - (جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عَمرو بن حرام الأنصاريّ السَّلَميّ الصحابيّ ابن الصحابيّ - رضي الله عنهما -، مات بالمدينة بعد السبعين، وقد جاوز (٩٤) سنة (ع) تقدم في "الإيمان" ٤/ ١١٧، والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وله فيه شيخان قرن بينهما.
٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخيه، كما أسلفناه آنفًا.
٣ - (ومنها): أنه مسلسل بالمكيين، من ابن جريج، وقد سكن جابر - رضي الله عنه - مكة.
٤ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالتحديث، والإخبار، والسماع من أوله إلى آخره.
٥ - (ومنها): أن جابرًا - رضي الله عنه - أحد المكثرين السبعة، روى (١٥٤٠) حديثًا، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
عن أبي الزبير المكيّ - رَحِمَهُ اللهُ - (أَنهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ) - رضي الله عنهما - (يُسْأَلُ) بالبناء للمفعول، أي يسأله بعض الناس (عَنِ الْوُرُودِ) أي ورود الأمم النار، كما بيّنه الله - عَزَّ وَجَلَّ - في قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١)} [مريم: ٧١](فَقَالَ: نَجِيءُ نَحْنُ يَوْمَ الْقِيَامَة، عَنْ كَذَا وَكَذَا انْظُرْ، أَيْ ذَلِكَ فوْقَ الناسِ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا وقع هذا اللفظ في جميع الأصول من "صحيح مسلم"، واتَّفق المتقدمون والمتأخرون على أنه تصحيفٌ، وتغييرٌ، واختلاط في اللفظ، قال الحافظ عبد الحقّ في كتابه "الجمع بين الصحيحين": هذا الذي وقع في كتاب مسلم تخليط من أحد الناسخين، أو كيف كان، وقال القاضي عياض: هذه صورة الحديث في جميع النسخ، وفيه تغييرٌ كثيرٌ وتصحيفٌ، قال: وصوابه: "نَجيء يوم القيامة على كُوم"، هكذا رواه بعض أهل الحديث، وفي