للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كتاب ابن أبي خيثمة، من طريق كعب بن مالك: "يُحْشَرُ الناس يوم القيامة على تَلٍّ، وأمتي على تَلّ"، وذكر الطبريّ في "التفسير" من حديث ابن عمر: "فَيَرْقَى هو - يعني: محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأمته على كُوم فوق الناس"، وذكر من حديث كعب بن مالك: "يُحشَر الناس يوم القيامة، فأكون أنا وأمتي على تَلّ". قال القاضي: فهذا كله يُبَيِّن ما تَغَيَّر من الحديث، وأنه كان أظلم هذا الحرف على الراوي، أو امَّحَى، فعَبَّر عنه بكذا وكذا، وفسره بقوله: أي فوق الناس، وكَتَبَ عليه "انظر" تنبيهًا، فجمع النَّقَلَةُ الكلَّ، ونَسَّقُوه على أنه من متن الحديث، كما تراه. هذا كلام القاضي، وقد تابعه عليه جماعة من المتأخرين، والله تعالى أعلم.

قال القاضي: ثم إن هذا الحديث جاء كلُّه من كلام جابر موقوفًا عليه، هذا من شرط مسلم؛ إذ ليس فيه ذكر النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وإنما ذَكَره مسلم، وأدخله في المسند؛ لأنه رُوِيَ مسندًا من غير هذا الطريق، فذكر ابن أبي خيثمة، عن ابن جريج، يرفعه بعد قوله: "يَضحك"، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "فَيَنطلق بهم"، وقد نَبَّهَ على هذا مسلم بعد هذا في حديث ابن أبي شيبة وغيره، في الشفاعة، وإخراج من يخرج من النار، وذكر إسناده، وسماعه من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بمعنى بعض ما في هذا الحديث، والله تعالى أعلم. انتهى كلام النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - (١).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث جابر - رضي الله عنه - هذا اختلف الرواة فيه على ابن جريج، في الرفع والوقف، والأكثرون على وقفه، فقد رواه عنه موقوفًا روح عند المصنّف، وأبو عاصم عند ابن منده، وحجاج بن محمد عنده أيضًا، ورواه عنه مرفوعًا روح بن عبادة، رواه عنه الإمام أحمد - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده" (٣/ ٣٨٣)، ورواه أيضًا ابن لهيعة عنده (٣٤٥) فقد رواه أحمد عن موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، أنه سأل جابرًا - رضي الله عنه - عن الورود، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نحن يوم القيامة على كُوم فوق الناس، فيُدعى بالأمم بأوثانها … " الحديث.


(١) "شرح مسلم" ٣/ ٤٧ - ٤٨.