للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نواحي الأرض في زمن قليل. (وَالدَّابَّةَ) التي تجلو وجه المؤمن بالعصى، وتَخْطم أنف الكافر، قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هي الدابّة المذكورة في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ} الآية [النمل: ٨٢]، قال المفسرون: هي دابة عظيمة تخرج من صَدْع في الصفا، وعن ابن عمرو بن العاص أنها الجساسة المذكورة في حديث الدجال. انتهى (١).

قيل: للدابة ثلاث خرجات: أيام المهدي، ثم أيام عيسى - عَلَيْهِ السَّلَام -، ثم بعد طلوع الشمس من مغربها، ذكره ابن الملك (٢).

(وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا) قال المناويّ: لا يقدح فيه قول الهيوليين: إن الفلكيات بسيطة لا تختلف، ولا يتطرق إليها خلاف ما هي عليه؛ لأنه لا مانع من انطباق منطقة البروج على معدل النهار، بحيث يصير المشرق مغربًا، وعكسه (٣)، {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦)} [الحشر: ٦].

(وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) من السماء إلى الأرض حَكَمًا عدلًا؛ أي: المنضم إلى ظهور المهدي الأعظم، فهو من باب الاكتفاء، وسيأتي عند مسلم في "باب ذكر الدجّال" من حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - مرفوعًا: "فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق، بين مهرودتين، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين؛ إذا طأطأ رأسه قَطَر، وإذا رفعه تحدّر منه جُمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلَّا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طَرْفه، فيطلبه، حتى يدركه بباب لُدّ، فيقتله. . ." الحديث.

وفرب"النهاية": "لُدّ" هو موضع بالشام، وقيل: بفلسطين، وفي "القاموس": "لُدّ" بالضم قرية بفلسطين، يَقتل عيسى - عَلَيْهِ السَّلَام - الدجال عند بابها. انتهى.

(وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) بألف فيهما، وبهمزة؛ أي: سدّهما، وخروجهما منه، وقد تقدّم الكلام فيهما مستوفًى. (وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ) معنى خسف المكان: ذهابه في الأرض، وغيوبته فيها (٤)، قيل: قد وُجد الخسف في مواضع، لكن يَحْتَمِل


(١) شرح مسلم" ١٨/ ٢٨.
(٢) "مرقاة المفاتيح" ١٠/ ١٠٤.
(٣) "فيض القدير" ٢/ ٣٤٤.
(٤) "فيض القدير" ٢/ ٣٤٤.