للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: "الملحمة العظمى، وفتح القسطنطينية، وخروج الدّجال في سبعة أشهر"، وقال: هذا حديث حسنٌ صحيح.

وفيه عن أنس بن مالك: أن فتح القسطنطينية مع قيام الساعة، هكذا رواه موقوفًا، قال محمد (١): هذا حديث غريب، والقسطنطينية: هي مدينة الروم، تُفتح عند خروج الدّجال، والقسطنطينية قد فتحت في زمان بعض أصحاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

قال القرطبيّ: وعلى هذا فالفتح الذي يكون مقارنًا لخروج الدجّال هو الفتح المراد بهذه الأحاديث؛ لأنَّها اليوم بأيدي الروم -دمّرهم اللَّه تعالى- واللَّه بتفاصيل هذه الوقائع أعلم. انتهى (٢).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: خلاصة ما سبق أنه اختُلف في هذه الرواية بلفظ: "من بني إسحاق"، والصحيح أنها صحيحة، وأنهم من إسحاق، ولا ينافي ما ثبت أن العرب يفتحون القسطنطينية؛ لأن فتحها يتكرّر، فمرّة يفتحها العرب، ثم يُسلم أهلها، وهم العجم، فيفتحونها مرّة أخرى، ولا بُعد في ذلك.

على أنه يمكن أن يكون ذِكر بني إسحاق على التغليب، فأكثر الجيش من بني إسحاق، وفيه أجناس أخرى، فالعدد غير مراد بعينه.

وقد كتب أخونا الفاضل سالم بن صالح العماريّ في هذا البحث رسالة حقّق فيها الموضوع، وثبّت الرواية بلفظ: "من بني إسحاق"، فأجاد وأفاد، جزاه اللَّه تعالى خيرًا.

(فَإِذَا جَاؤُوهَا)؛ أي: المدينة، (نَزَلُوا)؛ أي: حواليها محاصرين أهلها، (فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ)، وقوله: (وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ) تخصيص بعد تعميم؛ لتأكيد إفادة عموم النفي، وقوله: (قَالُوا) استئناف، أو حال، (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ) بصيغة المضارع، (أَحَدُ جَانِبَيْهَا")؛ أي: أحد طرفي سور المدينة.

(قَالَ ثَوْرٌ:)؛ أي: ابن زيد الديلي الراوي عن أبي الغيث، (لَا أَعْلَمُهُ)؛ أي: لا أعلم أبا الغيث (إِلَّا قَالَ: "الَّذِي فِي الْبَحْرِ)؛ أي: إلا قال: فيسقط


(١) يعني: البخاريّ.
(٢) "المفهم" ٧/ ٢٤٩ - ٢٥٠.