للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروى يعقوب بن سفيان بإسناد حسن، عن الشعبيّ أن الأحنف بن قيس أراه كتاب المختار إليه، يذكر أنه نبيّ.

وروى أبو داود في "السنن" من طريق إبراهيم النخعيّ قال: قلت لعَبِيدة بن عمرو: أترى المختار منهم؟ قال: أما إنه من الرؤوس، وقُتل المختار سنة بضع وستين.

ومنهم: الحارث الكذّاب خرج في خلافة عبد الملك بن مروان، فقُتل.

وخرج في خلافة بني العباس جماعة، وليس المراد بالحديث من ادَّعَى النبوة مطلقًا، فإنهم لا يحصون كثرة؛ لكون غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون، أو سوداء، وإنما المراد: من قامت له شوكة، وبدت له شبهة، كمن وصفنا، وقد أهلك اللَّه تعالى من وقع له ذلك منهم، وبقي منهم من يُلحقه بأصحابه، وآخرهم الدجال الأكبر، ذكره في "الفتح" (١).

وقال في "العمدة": وقد وقع في حديث ثوبان بالجزم أنهم ثلاثون، وهو: "سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبيّ، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي"، أخرجه أبو داود، والترمذيّ، وصححه ابن حبان، وروى أبو يعلى من حديث عبد اللَّه بن عمرو: "بين يدي الساعة ثلاثون دجالًا كذابًا"، وكذا رواه أحمد من حديث عليّ -رضي اللَّه عنه-، والطبرانيّ من حديث ابن مسعود، وروى أحمد، والطبرانيّ من حديث سمرة المصدّر بالكسوف، وفيه: "ولا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابًا، آخرهم الأعور الدجال".

وروى الطبراني من حديث عبد اللَّه بن عمرو: "لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابًا"، وسنده ضعيف، وكذا عند أبي يعلى من حديث أنس، وهو أيضًا ضعيف، وهو وإن ثبت فمحمول على المبالغة في الكثرة، لا على التحديد.

وروى أحمد بسند جيد عن حذيفة: "يكون في أمتي دجالون كذابون، سبعة وعشرون منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين، ولا نبي بعدي" (٢).

وممن ظهر في هذه العصور المتأخّرة من هؤلاء الدجّالين مرزا غلام


(١) "الفتح" ٦/ ٦١٧.
(٢) "عمدة القاري" ٢٤/ ٢١٥.