للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عوف بن ثقيف الثقفيّ، وهو عمّ والد المغيرة بن شعبة، وأمه سُبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة، كان أحد الأكابر من قومه، وقيل: إنه المراد بقوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١)} [الزخرف: ٣١]، فالمراد بالقريتين: مكة والطائف، وأرادوا: الوليد بن المغيرة من أهل مكة، وعروة بن مسعود الثقفيّ من أهل الطائف، وكانت له اليد البيضاء في تقرير صلح الحديبية، وذلك قبل أن يُسلم، وهو مستوفى في "صحيح البخاريّ".

شَهِد صلح الحديبية كافرًا، وقَدِم على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سنة تسع، بعد عوده من الطائف، وأسلم، ثم عاد إلى قومه، ودعاهم إلى الإسلام، فقتلوه، وقيل له: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني اللَّه بها، وشهادة ساقها اللَّه إليّ، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قُتلوا مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم، فدفنوه معهم (١).

(فَيَطْلُبُهُ)؛ أي: يطلب عيسى عليه السلام الدجال اللعين (فَيُهْلِكُهُ)؛ أي: فيدركه بباب لُدّ، فيقتله بحربته، (ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ، لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ) وعند أحمد من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، وفيه: "فيدقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، فيهلك اللَّه في زمانه الملل كلها، إلا الإسلام، ويهلك اللَّه في زمانه المسيح الدجال، وتقع الآمنة على الأرض، حتى ترتع الأُسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصيبان بالحيات، لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يُتوفَّى، ويصلي عليه المسلمون" (٢).

(ثُمَّ) بعد له مبع سنين (يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ) بكسر، ففتح؛ أي: من جهة (الشَّأْمِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ) وقوله: (أَوْ إِيمَانٍ) شكّ من الراوي، (إِلَّا قَبَضَتْهُ)؛ أي: أماتته تلك الريح، (حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبَدِ جَبَلٍ)؛ أي: وسطه، وداخله، وكبد كلّ شيء: وسطه، قاله النوويّ. (لَدَخَلَتْهُ)؛ أي: دخلت تلك الريح كبد الجبل


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٤/ ٤٩٢ - ٤٩٣.
(٢) "مسند الإمام أحمد بن حنبل" ٢/ ٤٠٦.