مالك:"فلينظر إلى من تحته"، أخرجه الدارقطنيّ أيضًا، ويجوز في "أسفل" الرفع، والنصب، والمراد بذلك: ما يتعلق بالدنيا. (مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ") قال في "الفتح": قوله: "ممن فُضِّل عليه" كذا ثبت في آخر هذا الحديث عند مسلم، من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، وكذا ثبت لمالك الذي أخرجه البخاريّ من طريقه، عند الدارقطنيّ من رواية سعيد بن داود عنه، بسند صحيح، وزاد مسلم من طريق أبي صالح المذكورة: "فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم"؛ أي: هو حقيق بعدم الازدراء، وهو افتعال، من زريت عليه، وأزريت به: إذا تنقّصته، وفي معناه ما أخرجه الحاكم، من حديث عبد الله بن الشِّخِّير، رفعه: "أَقِلُّوا الدخول على الأغنياء، فإنه أحرى أن لا تزدروا نعمة الله"، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١/ ٧٣٩٨ و ٧٣٩٩ و ٧٤٠٠](٢٩٦٣)، و (البخاريّ) في "الرقاق" (٦٤٩٠)، و (الترمذيّ) في "صفة القيامة" (٢٥١٣)، و (ابن ماجه) في "الزهد" (٤١٤٢)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢٥٤ و ٤٨٢)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٧١١ و ٧١٢ و ٧١٣)، و (القضاعيّ) في "مسند الشهاب" (١/ ٤٢٩)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٤١٠٠ و ٤٠١)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان أنه ينبغي للعبد دائمًا أن يكون شكورًا على ما أنعم الله تعالى به عليه، ولا ينظر إلى من هو أكثر، وأفضل نعمة منه، فإن الله - عز وجل - هو قسّم الأرزاق، والمعيشة حسب مقتضى حكمته، فلا ينبغي للعبد النظر إلى غيره؛ لأنه يؤديه إلى ازدراء ما رزقه الله تعالى على مقتضى حكمته، وحكمه، قال الله تعالى:{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة: ٢١٦]، وقال تعالى:{فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}[النساء: ١٩].