١ - (أَبُو الأَحْوَصِ) سلّام بن سُليم الحنفيّ الكوفيّ [٧]، تقدم في "الإيمان" ٤/ ١١٥.
٢ - (سِمَاكُ) بن حرب أبو المغيرة الكوفيّ [٤]، تقدم في "الإيمان" ٦٤/ ٣٦٥.
٣ - (النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ) بن سعد الأنصاريّ الصحابيّ ابن الصحابيّ - رضي الله عنهما -، تقدم في "الإيمان" ٩٧/ ٥٢٢.
والباقيان ذُكرا في الباب وقبله.
شرح الحديث:
(عَنْ سِمَاك) بن حرب؛ أنه (قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ) - رضي الله عنهما - (يَقُولُ: أَلَسْتُمْ) الخطاب للصحابة بعده - صلى الله عليه وسلم -، أو للتابعين، (فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ؟) قال الطيبيّ - رحمه الله -: صفة مصدر محذوف؛ أي: ألستم منغمسين في طعام وشراب مقدار ما شئتم من التوسعة، والإفراط فيه، فـ "ما" موصولة، ويجوز أن تكون مصدرية. انتهى.
ويَحتَمِل أن تكون "ما" استفهامية بدلًا من "طعام، وشراب"؛ أي: أيّ شيء شئتم منهما، والكلام فيه تعيير، وتوبيخ، ولذلك أتبعه بقوله:"رأيت نبيكم"، وأضافه إليهم للإلزام حين لم يقتدوا به - صلى الله عليه وسلم - في الإعراض عن الدنيا، ومستلذاتها، وفي التقلل لمشتهياتها، من مأكولاتها، ومشروباتها.
وأما قتل خالد - رضي الله عنه - مالك بن نويرة لمّا قال له: كان صاحبكم يقول كذا، فقال خالد: هو صاحبنا، وليس بصاحبك، فقتله، فهو لم يكن لمجرد هذه اللفظة، بل لأنه بلغه عنه الردة، وتأكد ذلك عنده بما أباح له به الإقدام على قَتْله في تلك الحالة.
ثم قوله:"رأيت" إن كان بمعنى النظر فقوله: "وما يجد من الدقل" حال، وإن كان بمعنى العلم فهو مفعول ثان، وأدخل الواو تشبيهًا له بخبر "كان"