وأخواتها على مذهب الأخفش، والكوفيين، كذا حققه الطيبيّ - رحمه الله -. قال القاريّ: والأول هو المعوَّل. انتهى (١).
(لَقَدْ) بفتح لام القسم؛ أي: والله لقد (رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -، وَ) الحال أنه (مَا) نافية، (يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ) بفتحتين: التمر الرديء، ويابسه، وما ليس له اسم خاصّ، فتراه لِيُبسه، ورداءته لا يجتمع، ويكون منثورًا على ما في "النهاية"، وقوله:(مَا يمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ) مفعول "يجد"، و"ما" موصولة، أو موصوفة، و"من الدقل" بيان لـ "ما" قُدِّم عليه.
وقوله:(وَقُتَيْبَةُ لَمْ يَذْكُرْ بِهِ) بيّن به الاختلاف الواقع بين شيخيه: قتيبة، وابن أبي شيبة، في لفظ "به"، فقتيبة لم يذكره في روايته، بل اقتصر على قوله:"ما يملأ بطنه"، وابن أبي شيبة ذكره، فقال:"ما يملأ به بطنه"، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢/ ٧٤٢٩ و ٧٤٣٠ و ٧٤٣١](٢٩٧٧ و ٢٩٧٨)، و (الترمذيّ) في "الزهد"(٢٣٧٢)، و (ابن ماجه) في "الزهد"(٤١٤٦)، و (هنّاد بن السريّ) في "الزهد"(٧٢٧)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(١٣/ ٢٢٤)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ٢٦٨)، و (ابن سعد) في "الطبقات"(١/ ٤٠٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٦٣٤٠ و ٦٣٤١ و ٦٣٤٢)، و (أبو الشيخ) في "أخلاق النبيّ - صلى الله عليه وسلم -"(ص ٢٧٥)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(١٤/ ٣٧٢)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال: