للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} [الإسراء: ٥٩] وقال: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ} [الأعراف: ٧٧] فأسند ذلك على مجموع القبيلة، فدل على رضا جميعهم بذلك، والله أعلم. انتهى (١).

وقال في "الفتح": وذكر ابن إسحاق في "المبتدأ" وغير واحد أن سبب عَقْرهم الناقة أنهم كانوا اقترحوها على صالح عليه السلام، فأجابهم إلى ذلك بعد أن تعنّتوا في وَصْفها، فأخرج الله له ناقة من صخرة بالصفة المطلوبة، فآمن بعض، وكفر بعض، واتفقوا على أن يتركوا الناقة ترعى حيث شاءت، وتَرِد الماء يومًا بعد يوم، وكانت إذا وردت تشرب ماء البئر كله، وكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم للغد، ثم ضاق بهم الأمر في ذلك، فانتدب تسعة رهط منهم قُدار المذكور، فباشر عقرها، فلما بلغ ذلك صالحًا؛ أعلمهم بأن العذاب سيقع بهم بعد ثلاثة أيام، فوقع كذلك، كما أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه.

وأخرج أحمد، وابن أبي حاتم من حديث جابر، رفعه: "إن الناقة كانت ترد يومها، فتشرب جميع الماء، ويحتلبون منها مثل الذي كانت تشرب"، وفي سنده إسماعيل بن عياش، وفي روايته عن غير الشاميين ضعف، وهذا منها. انتهى (٢).

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:

[٧٤٣٦] ( … ) - (وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأنصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، بِهَذَا الإسْنَادِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أنهُ قَالَ: فَاسْتَقَوْا مِنْ بِئَارِهَا، وَاعْتَجَنُوا بِهِ).

رجال هذا الإسناد: ثلاثة:

١ - (إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأنصَارِيُّ) أبو موسى المدنيّ، قاضي نيسابور [١٠] تقدم في "الإيمان" ٤٣/ ٢٨٢.

٢ - (أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ) أبو ضمرة المدنيّ [٨] تقدم في "الإيمان" ٨١/ ٤٣٣.

و"عبيد الله" هو: ابن عمر العمريّ ذُكر قبله.


(١) "تفسير ابن كثير" ٣/ ٤٤٠ - ٤٤١.
(٢) "الفتح " ٧/ ٦٣٠، "كتاب الأنبياء" رقم (٣٣٧٩).