مُضَرَ - عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ").
رجال هذا الإسناد: ستّة:
١ - (قُتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) الثقفيّ البغلانيّ، تقدم في "المقدمة" ٦/ ٥٠.
٢ - (بَكْرُ بْنُ مُضَرَ) أبو محمد المصريّ [٨] تقدم في "الإيمان" ٣٦/ ٢٤٩.
٣ - (ابْنِ الْهَادِ) هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثيّ المدنيّ [٥]، تقدم في "الإيمان" ١٣/ ١٥٩.
٤ - (مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) التيميّ المدنيّ [٤]، تقدم في "الإيمان" ١٣/ ١٥٩.
٥ - (عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ) بن عبيد الله التيميّ المدنيّ [٣] تقدم في "الطهارة" ٨/ ٥٧٠.
٦ - (أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -، تقدم في "المقدمة" ٢/ ٤.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سُداسيّات المصنّف رحمه الله، وأن فيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض، وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه -.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -؛ (أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ) كذا للأكثر ولأبي ذر: "يتكلم " بحذف اللام، (بِالْكَلِمَةِ)، أي: الكلام المشتمل على ما يُفهم الخير، أو الشرّ، سواء طال أم قصر، كما يقال: كلمة الشهادة، وكما يقال للقصيدة: كلمة فلان، زاد في الرواية التالية: "مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا"، فـ "ما" الأولى نافية، و"ما" الثانية موصولة، أو موصوفة، وفي رواية البخاريّ: "ما يتبين فيها"؛ أي: لا يتطلب معناها؛ أي: لا يثبتها بفكره، ولا يتأملها حتى يتثبت فيها، فلا يقولها إلا إن ظهرت المصلحة في القول، وقال بعض الشراح: المعنى أنه لا يبيّنها بعبارة واضحة، وهذا يلزم منه أن يكون بَيَّن وتبيّن بمعنى واحد، ووقع في رواية الكشميهنيّ: "ما يتقي بها" ومعناها يَؤُول لِمَا تقدم.