اليوم والليلة" (٢١٧)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (٢٣١٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢٦٥ و ٤٢٨)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (٣٣٢٢)، و (الحاكم) في "المستدرك" (٤/ ٢٦٣)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٢/ ٢٨٩)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٧٢٨)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان أن التثاؤب من عمل الشيطان، وبيان أن الشيطان متسلط على الإنسان في جميع أحواله.
٢ - (ومنها): الأمر بكظم التثاؤب بوضع اليد ونحوه.
٣ - (ومنها): ما قاله الحافظ العراقيّ رَحِمَهُ اللهُ في "شرح الترمذيّ": أكثر روايات "الصحيحين" فيها إطلاق التثاؤب، ووقع في الرواية الأخرى - هي في حديث أبي سعيد الخدريّ الآتي لمسلم بعد حديثين - تقييده بحالة الصلاة، فيَحْتَمِل أن يُحمل المطلق على المقيد، وللشيطان غرض قويّ في التشويش على المصلي في صلاته، وَيَحْتَمِل أن تكون كراهته في الصلاة أشدّ، ولا يلزم من ذلك أن لا يُكره في غير حالة الصلاة، وقد قال بعضهم: إن المطلق إنما يُحمل على المقيد في الأمر، لا في النهي، ويؤيد كراهته مطلقًا كونه من الشيطان، وبذلك صرح النوويّ.
قال ابن العربيّ رَحِمَهُ اللهُ: ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة، وإنما خَصّ الصلاة؛ لأنها أَولى الأحوال بدفعه؛ لِمَا فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة، واعوجاج الخلقة.
وأما قوله: "ولا يعوي" فإنه بالعين المهملة، شبّه التثاؤب الذي يسترسل معه بعُواء الكلب، تنفيرًا عنه، واستقباحًا له، فإدن الكلب يرفع رأسه، ويفتح فاه، ويعوي، والمتثائب إذا أفرط في التثاؤب شابهه، ومن هنا تظهر النكتة في كونه يضحك منه؛ لأنه صيّره ملعبة له بتشويه خلقه في تلك الحالة.
٤ - (ومنها): أن قوله في رواية مسلم هنا: "فإن الشيطان يدخل" قيل: يَحْتَمِل أن يراد به الدخول حقيقة، وهو وإن كان يجري من الإنسان مجرى الدم، لكنه لا يتمكن منه ما دام ذاكرًا لله تعالى، والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر، فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة. وَيحْتَمِل أن يكون أطلق