للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَإِنْ عَلَى ضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَّصِلْ … عَطَفْتَ فَافْصِلْ بالضَّمِيرِ المُنْفَصِلْ

(وَأَبِي) الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاريّ المدنيّ، أبو عبادة، وُلد في عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، تقدّمت ترجمته في "الإمارة" ٨/ ٤٧٥٩، حال كوننا (نَطْلُبُ الْعِلمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الأنْصَارِ، قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا)، أي: يموتوا، أو يقتلوا في الحروب التي جرت بين المسلمين. (فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِينَا) برفع "أولُ" على أنه اسم "كان"، وقوله: (أَبَا الْيَسَرِ) خبرها، وهو بفتحتين، واسمه كعب بن عمرو بن عباد، كما مرّ آنفًا. (صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَمَعَهُ غُلَامٌ)؛ أي: عبد (لَهُ) الجملة حال من أبي اليسر، وقوله: (مَعَهُ)؛ أي: مع غلامه (ضِمَامَةٌ مِنْ صُحُفٍ) جملة حاليّة من "غلام"، و"الضمامة" بكسر الضاد المعجمة، وتخفيف الميم: الْحُزمة، ومجموعة الشي؛ لأنها يضمّ بعضها إلى بعض، وقد وقع في بعض النسخ: إضمامة بزيادة الهمزة المكسورة في أولها، وهو المشهور في اللغة بهذا المعنى، والحاصل أنه كان عنده مجموعة من الصحف (١). (وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ) بالضمّ على وزن غُرفة: كساء صغير مربّع، ويقال: كساء أسود صغير (٢). (وَمَعَافِرِيُّ) بفتح الميم: نوع من الثياب يُصنع بقرية في اليمن تُسمّى معافر، وذكر القاضي عياض أن أصل هذه التسمية أنها لقبيل من اليمن سُمّوا بذلك، وأراهم نزلوها، أو أصل ما سُمّوا به جبل ببلادهم، يقال له: معافر، وقال ابن سرّاج: ويقال في القبيل: مُعافر بضم الميم، وأنكره يعقوب. انتهى (٣).

(وَعَلَى غُلَامِهِ)؛ أي: عبد أبي اليسر (بُرْدَةٌ، وَمَعَافِرِيُّ) مماثلتان لما يلبسه أبو اليسر.

والمقصود من هذا الكلام التنبيه على أن أبا اليسر - رضي الله عنه - كان يلبس ما يلبسه غلامه، وإن كان من الممكن أن يلبس معافريين، ويُلبس غلامه بُردين، أو بالعكس؛ ليصير لكل واحد منهما حُلّة متوافقة، ولكنه فعل ذلك عملًا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألبسوهم مما تلبسون" كما سيأتي في كلامه - رضي الله عنه -.


(١) "التكملة" ٦/ ٥١١.
(٢) "المصباح" ١/ ٤٣.
(٣) "إكمال المعلم" ٨/ ٥٥٩.