للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَقَالَ لَهُ)؛ أي: لأبي اليسر (أَبِي) الوليد بن عبادة: (يَا عَمِّ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سُفْعةً) قال الفيّوميّ رَحمه اللهُ: السُّفْعة وزانُ غُرفة: سواد مُشْرب بحمرة، وسَفِعَ الشيءُ، من باب تعب: إذا كان لونه كذلك. انتهى (١).

وقال القاضي عياض رَحمه اللهُ: قوله: "سفعة"؛ أي: علامة، يقال: سفعت الشيءَ: إذا أعلمته، ومنه قول الشاعر:

وَكُنْتُ إِذَا نَفْسُ الْجَبَانِ نَزَتْ لَهُ … سَفَعْتُ عَلَى الْعِرْنِينِ مِنْهُ بِمِيسَمِ

قال: يقال: سَفْعَةٌ، وسُفعة بفتح السين، وضمها، وكذا رويناهما معًا، وأصل ذلك من السواد، وهو الاربداد الذي يظهر على وجه الغضبان. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: ضبط السُّفعة بالضمّ هو الذي في كُتُب اللغة؛ كـ"المصباح"، و"القاموس"، و"اللسان"، وأما ما ذكره القاضي من جواز الفتح، وتبعه الشرّاح، فمحل نظر، والله تعالى أعلم.

(مِنْ) أجل (غَضَبٍ) غضبته، فما سببها؟ (قَالَ) أبو اليسر: (أَجَلْ) كنعم وزنًا ومعنًى؛ أي: عندي غضبٌ، ثم ذكر السبب فقال: (كَانَ لِي عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْحَرَامِيِّ) قال القاضي: رواه الأكثرون: "الحرامي" بفتح الحاء، وبالراء: نسبة إلى بني حرام، ورواه الطبريّ وغيره بالزاي المعجمة، مع كسر الحاء، ورواه ابن ماهان: "الجُذاميّ" بجيم مضمومة، وذال معجمة. انتهى (٣).

و"فلان ابن فلان" هذا لم يُعرف اسمه.

(مَالٌ)؛ أي: دَين، (فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ) لأتقاضى دَيني (فَسَلَّمْتُ) على أهله (فَقُلْتُ: ثَمَّ) بتقدير همزة الاستفهام؛ أي: أ (هُوَ؟) في ذلك المكان؟ (قَالُوا: لا)؛ أي: ليس موجودًا في ذلك المكان، (فَخَرَجَ عَلَيَّ ابْنٌ لَهُ) لم يُعرف اسمه، (جَفْرٌ) بفتح الجيم (٤)، وسكون الفاء: هو الذي قارب البلوغ، وقيل: هو الذي قَوِيَ على الأكل، وقيل: ابن خمس سنين، قاله النوويّ، وهو في أصل اللغة:


(١) "المصباح" ١/ ٢٧٩.
(٢) "إكمال المعلم" ٨/ ٥٥٩ - ٥٦٠.
(٣) "شرح النوويّ" ١٨/ ١٣٤.
(٤) وأما ما وقع في شرح الشيخ الهرري بضم الجيم، فغير صحيح، فتنبه.