للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نَوَاضِحُ. انتهى (١).

(يَعْتَقِبُهُ)؛ أي: نركبه عقبة، والعقبة بضم العين هي ركوب هذا نوبةً، وهذا نوبةً، قال صاحب "العين": هي ركوب مقدار فرسخين (٢).

وقوله: (يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الْخَمْسَةُ، وَالسِّتَّةُ، وَالسَّبْعَة) وفي بعض النسخ: "يعقبه"، قال النوويّ: هكذا هو في رواية أكثرهم: "يعقبه" بفتح الياء، وضم القاف، وفي بعضها: "يعتقبه" بزيادة تاء، وكسر القاف، وكلاهما صحيح، يقال: عقبه، واعتقبه، واعتقبنا، وتعاقبنا كله من هذا. انتهى

(فَدَارَتْ)؛ أي: وصلت (عُقْبَة)؛ أي: نوبة (رَجُلٍ مِنَ الأنصَارِ) لم يُسمَّ، (عَلَى نَاضِحٍ لَهُ، فَأَنَاخَهُ)، أي: أبركه ليركبه باركًا، (فَرَكبَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ)، أي: طلب منه أن يقوم من مبركه، (فَتَلَدَّنَ) بتشديد الدال؛ أي: تلكأ، وتوقف (عَلَيْهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ)، أي: بعض التوقّف، (فَقَالَ) الرجل (لَهُ)، أي: لذلك الناضح، (شَأْ) بشين معجمة، بعدها همزة، قال النوويّ: هكذا هو في نُسخ بلادنا، وذكر القاضي: أن الرواة اختلفوا فيه، فرواه بعضهم بالشين المعجمة، كما ذكرناه، وبعضهم بالمهملة، قالوا: وكلاهما كلمة زجر للبعير، يقال منهما: شأشأتُ بالبعير بالمعجمة، والمهملة: إذا زجرته، وقلت له: شأ، قال الجوهريّ: وسأسأت بالحمار بالهمز؛ أي: دعوته، وقلت له: تشؤ تشؤ، بضم التاء والشين المعجمة وبعدها همزة. انتهى (٣).

(لَعَنَكَ اللهُ)؛ أي: طردك الله تعالى من رحمته، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ هَذَا اللَّاعِنُ بَعِيرَهُ؟ "، قَالَ) الرجل: (أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("انْزِلْ عَنْهُ)، أي: بعيرك الذي لعنته، (فَلَا تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ)؛ أي: ببعير ملعون، إنما قاله تعزيرًا له، ومعاقبة على اعتدائه على بعيره. (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا)؛ أي: لكيلا توافقوا (مِنَ اللهِ سَاعَةً، يُسْأَلُ) بالبناء للمفعول، (فِيهَا)، أي: في تلك الساعة، (عَطَاءً) بالرفع على أنه نائب فاعل "يُسأل"، (فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ") بالرفع على الاستئناف،


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦٠٩ - ٦١٠.
(٢) "شرح النوويّ" ١٨/ ١٣٨.
(٣) "شرح النوويّ" ١٨/ ١٣٨.