للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم قال جابر - رضي الله عنه - بالسند السابق: (سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غزْوَةِ بَطْنِ بُوَاطٍ) قال النوويّ: هو بضم الباء الموحّدة، وفتحها، والواو مخففة، والطاء مهملة، قال القاضي رحمه الله: قال أهل اللغة: هو بالضم، وهي رواية أكثر المحدثين، وكذا قيّده البكريّ، وهو جبل من جبال جهينة، قال: ورواه العذريّ: بفتح الباء، وصححه ابن سراج. انتهى.

وكانت هذه الغزوة في السنة الثانية من الهجرة في شهر ربيع الأول قبل غزوة بدر يريد قريشًا، واستعمل على المدينة السائب بن مظعون، وهو أخو عثمان بن مظعون - رضي الله عنهما -، حتى بلغ بُواط، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدًا (١).

وذكر الواقديّ في "مغازيه" أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج يعترض لعير قريش فيها أميّة بن خلف، ومائة رجل من قريش، وألفان وخمسمائة بعير، ثم رجع، ولم يلق كيدًا، فيمكن أن المجدي بن عمرو الجهنيّ المذكور في هذا الحديث من جملة أصحاب العير، والله تعالى أعلم (٢).

(وَهُوَ)؛ أي: والحال أنه - صلى الله عليه وسلم - (يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو) قال النوويّ رحمه الله: هو بالميم المفتوحة، وإسكان الجيم، هكذا في جميع النُّسخ عندنا، وكذا نقله القاضي عن عامة الرواة والنسخ، قال: وفي بعضها: "النجديّ" بالنون بدل الميم، قال: والمعروف الأول، وهو الذي ذكره الخطابيّ، وغيره. انتهى.

(الْجُهَنِيَّ) نسبة إلى جُهينة القبيلة المعروفة، وكان المجديّ هذا رئيس تلك القبيلة في ذلك الوقت، (وَكَانَ النَّاضِحُ) هو البعير الذي يُستقى عليه، قاله النوويّ، وقال الفيّوميّ: نَضَحَ البعيرُ الماءَ: حمله من نهر، أو بئر، لسقي الزرع، فهو نَاضحٌ، والأنثى نَاضِحَةٌ بالهاء، سُمِّي نَاضِحًا؛ لأنّه يَنْضَحُ العطشَ؛ أي: يبلُّه بالماء الذي يحمله، هذا أصله، ثم استُعمل النَّاضِحُ في كلّ بعير، وإن لم يحمل الماء، وفي الحديث: "أَطْعِمْهُ نَاضِحَكَ"؛ أي: بعيرك، والجمع


(١) راجع: "سيرة ابن هشام مع الروض الأنف للسهيليّ" ٢/ ٥٧.
(٢) راجع: "التكملة" ٦/ ٥١٧.