للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأصمعيّ: هو أخلاط من الطِّيب تجمع بالزعفران، قال ابن قتيبة: ولا أرى القول إلا ما قاله الأصمعيّ؛ لقوله: "أتعجز إحداكنّ أن تأخذ تومتين، ثم تلطخهما بعبير، أو زعفران"، والتومة: حبّة تُعمل من فضّة كالدرّ (١).

(فَقَامَ فَتًى) لم يُسمَّ (مِنَ الْحَيِّ)؛ أي: من قبيلة الأنصار، (يَشْتَدُّ)، أي: يسعى ويعدو عَدْوًا شديدًا (إِلَى أَهْلِهِ، فَجَاءَ بِخَلُوقٍ) بفتح الخاء المعجمة: طيب مخلوط من أنواع مختلفة، يُجمع بالزعفران، وهو العبير على تفسير الأصمعيّ، وهو ظاهر الحديث، فإنه أمر بإحضار عبير، فأحضر خَلوقًا، فلو لم يكن هو هو لم يكن ممتثلًا (٢).

(فِي رَاحَتِهِ،)؛ أي: في كفّه، (فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) من يده (فَجَعَلَهُ عَلَى رَأْسِ الْعُرْجُونِ)؛ أي: طرف العنقود، (ثُمَّ لَطَخَ)؛ أي: مسح (بِهِ عَلَى أثَرِ النُّخَامَةِ)؛ أي: محلها؛ إزالة لرائحتها الكريهة، ومنظرها القبيح.

وفي هذا الحديث تعظيم المساجد، وتنزيهها من الأوساخ، ونحوها، وفيه استحباب تطييبها، وفيه إزالة المنكر باليد لمن قدر، وتقبيح ذلك الفعل باللسان (٣).

(فَقَالَ جَابِرٌ) - رضي الله عنه -: (فَمِنْ هُنَاكَ)؛ أي: فمن ذلك الوقت (جَعَلْتُمُ الْخَلُوقَ فِي مَسَاجِدِكُمْ)؛ يعني: أن الناس من منذ ذلك اليوم اتخذوا الخلوق في مساجدهم؛ لينظّفوا به المسجد إن اتفق أن وقعت فيه نخامة أو نحوها، اقتداء بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، والله تعالى أعلم.

قال الجامع عفا الله عنه: حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف رحمه الله أخرجه هنا [١٧/ ٧٤٨١] (٣٠٠٨)، و (أبو داود) في "الصلاة" (٤٨٥)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٢٢٦٥)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٢/ ٢٩٤)، و (محمد بن نصر) في "تعظيم قدر الصلاة" (١/ ١٧٧)، و (عمر بن شبة) في "أخبار المدينة" (١/ ١٦)، و (الأصفهانيّ) في "دلائل النبوة" (١/ ٥٤)، والله تعالى أعلم.


(١) "شرح الأبيّ" ٧/ ٣١٢ والحديث ضعيف، كما بيّنه ابن حزم في "المحلي" ١٠/ ٨٣.
(٢) "شرح النوويّ" ١٨/ ١٣٧ - ١٣٨.
(٣) "شرح النوويّ" ١٨/ ١٣٧ - ١٣٨.