قُديدًا، ويُعدّ في أهل المدينة، روى عنه جماعة، وكان شاعرًا، مجيدًا، وكان من مُسلمة الفتح، ومات في خلافة عثمان - رضي الله عنهما - سنة أربع وعشرين، وقيل: بعد ذلك، تقدّمت ترجمته في "الحج" ١٧/ ٢٩٤٣.
وفي رواية إسرائيل:"فارتحلنا، والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا غير سراقة بن مالك بن جعشم".
[تنبيه]: ذكر ابن إسحاق رحمه الله قصّة اتباع سراقة للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: وحدّثني الزهريّ أن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم حدثه، عن أبيه، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم، قال: لمّا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة مهاجرًا إلى المدينة، جعلت قريش فيه مئة ناقة لمن ردّه عليهم. قال: فبينما أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا، حتى وقف علينا، فقال: والله لقد رأيت ثلاثة مروا عليّ آنفًا، إني لأراهم محمدًا وأصحابه، قال: فأومأت إليه بعيني أن اسَكت، ثم قلت: إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم، قال: لعله، ثم سكت، قال: ثم مكثت قليلًا، ثم قمت، فدخلت بيتي، ثم أمرت بفرسي، فَقِيْدَ لي إلى بطن الوادي، وأمرت بسلاحي، فأُخرج لي من دبر حجرتي، ثم أخذت قداحي التي أستقسم لها، ثم انطلقت، فلبست لَأُمتي، ثم أخرجت قداحي، فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره "لا يضره". قال: وكنت أرجو أن أرده على قريش، فآخذ المئة الناقة. قال: فركبت على أثره فبينما فرسي يشتد بي عثر بي، فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره "لا يضره". قال: فأبيت إلا أن أتبعه. قال: فركبت في أثره فبينما فرسي يشتد بي، عثر بي، فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟، قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره "لا يضره"، قال: فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت في أثره، فلما بدا لي القوم، ورأيتهم عثر بي فرسي، فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه، ثم انتزع يديه من الأرض وتبعهما دخان كالإعصار، قال: فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد مُنع مني، وأنه ظاهر، قال: فناديت القوم، فقلت: أنا سراقة بن جعشم انظروني أكلمكم، فوالله لا أريبكم، ولا يأتيكم مني شيء، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر:"قل له: وما تبتغي منا؟ " قال: فقال ذلك أبو بكر،