للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإثباتها من تصرّف الرواة. انتهى (١).

ومسألة الفاء بعد "أما" قد بيّنها ابن مالك في "الخلاصة" حيث قال:

"أَمَّا" كَـ "مَهْمَا يَكُ مِنْ شَىْءٍ" وَفَا … لِتِلْوِ تِلْوِهَا وُجُوبًا أُلِفَا

وَحَذْفُ ذِي الْفَا قَلَّ فِي نَثْرٍ إِذَا … لَمْ يَكُ قَوْلٌ مَعَهَا قَدْ نُبِذَا

(وَإِنَّ الْخَمْرَ نَزَلَ تَحْرِيمُهَا يَوْمَ نَزَلَ، وَهْيَ)؛ أي: والحال أنها (مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ) قال في "الفتح": الجملة حالية؛ أي: نزل تحريم الخمر في حال كونها تُصنع من خمسة، ويجوز أن تكون استئنافية، أو معطوفة على ما قبلها، والمراد أن الخمر تُصنع من هذه الأشياء، لا أن ذلك يختص بوقت نزولها، والأول أظهر (٢).

وقوله: (مِنَ الْحِنْطَةِ) إلى آخره بدل من "خمسة"، أو من "أشياء"، و"الحنطة" بكسر الحاء المهملة، وسكون النون، وهي والقَمْح، والبرّ، والطعام واحد (٣). (وَالشَّعِيرِ) بفتح، فكسر، ويقال: بكسرتين أيضًا، وهو الحَبّ المعروف، قال الزجّاج: وأهل نجد تؤنّثه، وغيرهم يذكّره، فيقال: هي الشعير، وهو الشعير. أفاده في "المصباح" (٤).

[فائدة]: قال السيد محمد مرتضى الزبيديّ اللغوي في "شرح القاموس": قال عمر، بن خلف بن مكّيّ: كلُّ فَعِيل وسطه حرف حلق مكسور يجوز كسر ما قبله، أو كسر فائه؛ إتباعًا للعين، في لغة تميم، كشعير، ورحيم، ورغيف، وما أشبه ذلك، بل زعم الليث أن قومًا من العرب يقولون ذلك وإن لم تكن عينه حرف حلق، ككبير، وجليل، وكريم. انتهى كلام المرتضى (٥)، فاحفظه فإنه مهمّ جدًّا، والله تعالى أعلم.

(وَالتَّمْرِ) من ثمر النخل، كالزبيب من العنب، وهو اليابس بإجماع أهل اللغة؛ لأنه يُترك على النخل بعد إرطابه، حتى يَجِفّ، أو يقارب، ثم يُقطع، ويترك في الشمس حتى ييبس، قال أبو حاتم: وربما جُدّت النخلة، وهي باسرة، بعدما أَخَلّت (٦) ليخفف عنها، أو لخوف السرقة، فتُترك حتى تكون


(١) "الفتح" ١٢/ ٥٩٨.
(٢) "الفتح" ١٢/ ٦١٣ - ٦١٤.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٥٤.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ٣١٥.
(٥) "تاج العروس من جواهر القاموس" ٣/ ٣٠٤ في مادّة الراء.
(٦) أي: صار بَلَحها خَلالًا.