للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التجافي، والتفرّق باليبس استعاروا البلل بمعنى الوصل، واليبس بمعنى القطيعة.

والمعنى: أصلكم في الدنيا، ولا أُغني عنكم من الله شيئًا. انتهى (١).

وقوله: (بِبِلَالِهَا) قال في "القاموس": بِلالٌ ككتاب: الماء، ويُثلّث، وكلّ ما يُبلّ به الحلقُ، وفي "المجمع": البِلالُ بكسر الباء، ويُروى بفتحها، قيل: شَبَّهَ القطيعةَ بالحرارة، تُطفأ بالماء، وفي "النهاية": البِلال جمع بَلَل، وقيل: هو كلّ ما بَلّ الحلق من ماء، أو لبن، أو غيره (٢). انتهى.

وقال النوويّ: ضبطناه بفتح الباء الثانية، وكسرها، وهما وجهان مشهوران، ذكرهما جماعات من العلماء، قال القاضي عياض: رويناه بكسر الباء، قال أبو عمرو: يقال: بَلَلتُ رحمي بَلًّا، وبِلالًا، وبَلَلًا، قال الأصمعيّ: أي وَصَلْتُها، ونَدّيتها بالصلة، وإنما شُبّهت قطيعة الرحم بالحرارة تُطفأ بالْبَرْد، كما يقال: سقيته شَرْبةً بَرّدت عَطَشه، قال: ورأيت للخطّابيّ أنه "ببَلالها" بالفتح، كالْمَلال، وقال الهرويّ: الْبِلال جمعُ بَلَل، كجَمَل وجِمَال، وقيل: معنى هذا ما ورد في مثله من قوله تعالى: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: ١٥]. انتهى (٣).

وقال صاحب "المطالع": رويناه بكسر الباء، وفتحها، مِن بلّه يبُلّه، والبِلال: الماء.

ومعنى الحديث: سأصلها، شُبّهت قطيعة الرحم بالحرارة، ووصلها بإطفاء الحرارة ببرودة، ومنه: "بُلُّوا أرحامكم" أي صلوها. انتهى (٤).

[تنبيه]: هذه الرواية تردّ زعم من يزعُم أن المصنّف يذكر في أول الباب أقوى الروايات فإن الرواية الرابعة أقوى من هذه بكئير، فإن هذه من رواية عبد الملك بن عمير، وهو متكلّم فيه، بل ضعّفه بعضهم، والظاهر أن المصنّف رحمه الله قدّمها لأجل هذه الزيادة، والله تعالى أعلم.


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ١١/ ٣٢٩٨.
(٢) "النهاية" ١/ ١٥٣.
(٣) "إكمال المعلم" ٢/ ٨٨٢ - ٨٨٣.
(٤) راجع: "شرح النوويّ" ٢/ ٨٠.