للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الْقَمَرِ) أي مثل إشراقه، وفي الرواية التالية: "على سورة القمر"، قال القرطبيّ: المراد بالصورة الصفة، يعني أنهم في إشراق وجوهم على صفة القمر الَيْلَةَ الْبَدْرِ") أي في ليلة تمام نوره، وهي ليلة اليوم الرابع عشر.

وسيأتي وصفهم بأنهم: "الذين لا يسترقون، ولا يتطيّرون، ولا يكتوون، وعلى ربّهم يتوكّلون".

(قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - (فَقَامَ عُكَّاشَةُ) - بضم العين، وتشديد الكاف، وتخفيفها - لغتان مشهورتان، ذكرهما جماعات، منهم ثعلبٌ، والجوهريّ، وآخرون، قال الجوهريّ: قال ثعلبٌ: هو مُشَدَّدٌ، وقد يُخَفَّف، وقال صاحب "المطالع": التشديد أكثر، ولم يذكر القاضي عياض التشديد، ذكره النوويّ.

وقال في "الفتح": قوله: "عكاشة" - بضم المهملة، وتشديد الكاف، ويجوز تخفيفها - يقال: عَكِشَ الشعرُ يَعْكَش، من باب فَرِحَ: إذا الْتَوَي، وتلبّدَ، حكاه القرطبيّ، وحَكَى السهيليّ أنه مِن عَكَش على القوم، من باب ضَرَبَ: إذا حَمَلَ عليهم، وقيل: العُكَاشة بالتخفيف: العنكبوت، ويقال أيضًا لبيت النمل (١).

(ابْنُ مِحْصَنٍ) - بكسر الميم، وسكون الحاء، وفتح الصاد المهملتين، ثم نون آخره -.

هو: عُكّاشة بن مِحْصَن بن حُرْثَان - بضمّ المهملة، وسكون الراء، بعدها مُثلّثةٌ - بن قيس بن مُرَارة بن بُكَير - بضمّ الموحدة - بن غَنْم بن دُودان بن أسد بن خُزيمة الأسديّ، حليف بني عبد شمس، من السابقين الأولين إلى الإسلام، وكان من أجمل الرجال، وكنيته أبو مِحْصن، وهاجر، وشهد بدرًا، وقاتل فيها، قال ابن إسحاق: بلغني أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير فارس في العرب عُكَاشة وقال أيضًا: قاتل يوم بدر قتالًا شديدًا حتى انقطَعَ سيفه في يده، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جزلًا من حَطَب، فقال: "قَاتِلْ بهذا"، فقاتل به، فصار في يده سيفًا طويلًا شديدَ المتن، أبيض، فقاتل به، حتى فتح الله، فكان ذلك السيف عنده حتى استُشْهِد في قتال الرِّدّة مع خالد بن الوليد سنة اثنتي عشرة،


(١) "الفتح" ١١/ ٤١٩.