للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"فتنجو أول زمرة، وجوههم كالقمر ليلة البدر، سبعون ألفًا لا يحاسبون"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة التاسعة): قد ورد في أحاديث أخرى أن مع السبعين ألفًا زيادةً عليهم، ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند أحمد، والبيهقيّ في "البعث" عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "سألت ربي - عَزَّ وَجَلَّ -، فوعدني أن يدخل من أمتي سبعين ألفًا على سورة القمر ليلة البدر، فاستزدتُ، فزادني مع كلّ ألف سبعين ألفًا، فقلت: أي ربّ إن لَمْ يكن هؤلاء مهاجري أمتي، قال: إذن أكملهم لك من الأعراب"، وسنده جيد.

وفي الباب عن أبي أيوب، عند الطبرانيّ، وعن حذيفة عند أحمد، وعن أنس عند البزار، وعن ثوبان عند ابن أبي عاصم، فهذه طُرُق يقوّي بعضها بعضًا.

وجاء في أحاديث أخرى أكثر من ذلك، فقد أخرج الترمذيّ، وحسّنه، والطبرانيّ، وابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، رفعه: "وعدني ربي أن يُدخل الجَنَّة من أمتي سبعين ألفًا، مع كلّ ألف سبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، وثلاث حَثَيَات من حَثَيات ربيّ"، وفي "صحيح ابن حبان" أيضًا، والطبرانيّ بسند جيد من حديث عتبة بن عبد نحوه، بلفظ: "ثم يَشفع كلّ ألف في سبعين ألفًا، ثم يَحثي ربي ثلاث حَثَيات بكفيه"، وفيه: فكبّر عمر - رضي الله عنه -، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن السبعين ألفًا يُشَفّعهم الله في آبائهم، وأمهاتهم، وعشائرهم، وإني لأرجو أن يكون أدنى أمتي الْحَثَيات"، وأخرجه الحافظ الضياء، وقال: لا أعلم له علةً.

وتعقّبه الحافظ بأن له علّةً، وهي الاختلاف في سنده، فإن الطبرانيّ أخرجه من رواية أبي سلام، حدثني عامر بن زيد، أنه سمع عتبة، ثم أخرجه من طريق أبي سلام أيضًا، فقال: حدثني عبد الله بن عامر، أن قيس بن الحارث حدثه، أن أبا سعيد الأنماريّ حدثه، فذكره، وزاد: قال قيس: فقلت لأبي سعيد: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وذلك يَستوعب مهاجري أمتي، ويوفي الله بقيتهم من أعرابنا"، وفي رواية لابن