للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (وَلَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَ حَدِيثِهِ) يعني: قول حُصين بن عبد الرَّحمن: "كنتُ عند سعيد بن جبير" إلى قوله: "حدّثنا ابن عبّاس".

[تنبيه]: رواية محمد بن فُضيل هذه التي أحالها المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ - على رواية هُشيم، أخرجها الحافظ أبو نُعيم - رَحِمَهُ اللهُ - في "مستخرجه" (١/ ٢٨٥)، فقال:

(٥٢٧) حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عمي أبو بكر، وواصل بن عبد الأعلى، قالا: نا محمد بن فُضيل، عن حُصين، عن سعيد بن جبير، ثنا ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُرِضت عليّ الأمم، فإذا سَوَاد عظيم، فقلت: هذه أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ثم قيل: انظر إلى الأُفُق، فإذا بسواد قد ملأ الأفق، فقيل لي: هذه أمتك، ويدخل الجَنَّة سواها سبعون ألفًا، بغير حساب"، ثم دخل رسول الله"، ولم يُبَيِّن لهم، فأفاض القوم، فقالوا: نحن هم الذين آمنا بالله، واتبعنا رسوله، فنحن هم، وأولادنا الذين وُلدوا على الإسلام، فبَلَغَ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "هم الذين لا يَستَرْقُون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون". انتهى.

[تنبيه آخر]: أخرج الإمام البخاريّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "صحيحه رواية محمد بن فضيل مع قوله في أول الحديث: "لا رُقية إلَّا من عين، أو حُمة"، لكنها من حديث عمران بن حُصين - رضي الله عنهما -، فقال:

(٥٧٠٥) حدثنا عمران بن ميسرة، حدثنا ابن فضيل، حدثنا حُصين، عن عامر، عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما -، قال: "لا رُقية إلَّا من عين، أو حُمَة"، فذكرته لسعيد بن جبير، فقال: حدثنا ابن عباس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُرضت عليّ الأمم، فجعل النبي والنبيّان يمرون، معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رُفع لي سَوَاد عظيم، قلت: ما هذا؛، أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر ها هنا وها هنا، في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجَنَّة من هؤلاء سبعون ألفًا بغير حساب"، ثم دخل، ولم يُبَيِّن لهم، فأفاض القوم، وقالوا: نحن الذين آمنا بالله، واتبعنا رسوله، فنحن هم، أو أولادنا الذين وُلدوا في الإسلام، فإنا وُلدنا في الجاهلية، فبلغ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فخرج، فقال: "هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم