للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو عمر: قَدِم ابنُ عامر بأموال عظيمة، فَفَرَّقها في قريش والأنصار، قال: وهو أول مَن اتَّخَذ الحياض بِعَرَفَةَ، وأجرى إلى عرفة العين، وشَهِدَ الجمل مع عائشة - رضي الله عنهما -، ثم اعتَزَل الحرب بصفين، ثم ولاه معاوية البصرة، ثم صرفه بعد ثلاث سنين، فتَحَوَّل إلى المدينة، حتى مات بها سنة سبع، أو ثمان وخمسين.

وليس له في الكتب الستة رواية، وإنما ذكره الحافظ في "تهذيب التهذيب" للتمييز، ولأن البخاري أشار إلى قصته المذكورة (١)، والله تعالى أعلم.

(يَعُودُهُ) أي يزوره، قال الفيّوميّ رحمه الله: وعُدتُ المريضَ عِيَادةً: زُرْتُهُ، فالرجلُ عائدٌ، وجمعه عُوّاد، والمرأة عائدةٌ، وجمعها عُوَّدٌ بغير ألف، قال الأزهريّ: هكذا كلام العرب. انتهى (٢). وإلى هذا أشار ابن مالك رحمه الله في "الخلاصة" حيث قال:

وَفُعَّلٌ لِفَاعِلٍ وَفَاعِلَهْ … وَصْفَيْنِ نَحْوُ عَاذِلٍ وَعَاذِلَهْ

وِمِثْلُهُ الْفُعَّالُ فِيمَا ذُكِّرَا … وَذَانِ فِي الْمُعَلّ لَامًا نَدَرَا

وجملة "يعوده" في محلّ نصب حالٌ من "عبد الله"، وقوله: (وَهُوَ مَرِيضٌ) جملة في محلّ نصب على الحال من ضمير النصب في "يعوده" (فَقَالَ) ابن عامر (أَلا) أداة تحضيض (تَدْعُو اللهَ لِي يَا ابْنَ عُمَرَ؟) أي بأن يشفيه من مرضه (قَالَ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - (إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية أبي عوانة في "مسنده" من طريق شعبة، عن سماك: "جعل الناسُ يُثنون على ابن عامر عند موته، فقال ابن عمر: أما إني لستُ بأغشّهم لك، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله لا يقبل صلاةً. . ."، فذكره (٣).

وعند أبي نعيم في "مستخرجه": "قال: دخل ابن عمر على عبد الله بن عامر يعوده، فجعل الناس يُثنون على ابن عامر، وابن عمر ساكتٌ، فقال ابن


(١) راجع "تهذيب التهذيب" ٢/ ٣٦٢ - ٣٦٣.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٣٦ - ٤٣٧.
(٣) "مسند أبي عوانة" ١/ ١٩٨ رقم (٦٣٥).