للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧ - (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه: هشام، عن عروة.

٨ - (ومنها): أن عروة أحد الفقهاء السبعة، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ حُمْرَانَ) - بضم، فسكون - ابن أبان (مَوْلَى عُثْمَانَ) بن عفّان - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ) - رضي الله عنه - (وَهُوَ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ) "أل" فيه للعهد، والمقصود: المسجد النبويّ في المدينة، و"الْفِنَاءُ" - بكسر الفاء، بوزن كتاب -: الْوَصِيدُ، وهو سَعَةٌ أَمام البيت، وقيل: ما امتدّ من جوانبه؛ قاله الفيّوميّ (١)، وقال المجد: فِنَاءُ البيت، ككِسَاء: ما اتّسع من أمامها، جمعه أَفْنيةٌ، وفُنِيّ. انتهى (٢)، وفي رواية أبي أنس: "أن عثمان توضّأ بالمقاعد" (فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ عِنْدَ الْعَصْرِ) أي وقت حضور صلاة العصر، وفي رواية "الموطّأ": "فجاء المؤذّن، فآذنه بصلاة العصر"، قال في "التمهيد": يريد: أعلمه بحضورها، ومن هذا قول الحارث بن حِلِّزَةَ (٣):

آذَنَتْنَا بِبَيْنِهَا أَسْمَاءُ

(فَدَعَا) أي طلب عثمان - رضي الله عنه - (بِوَضُوءٍ) بفتح الواو: أي بماء يَتوضّأ به (فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا) منصوب على أنه مفعول ثانٍ لـ"أُحدّثنّكم" (لَوْلَا آيَةٌ) "لولا" كلمة وُضعت لربط امتناع الثاني بوجود الأول، و"آية" مبتدأ حُذف خبره وجوبًا، كما قال في "الخلاصة":

وَبَعْدَ "لَوْلَا" غَالِبًا حَذْفُ الْخَبَرْ … حَتْمٌ وَفِي نَصِّ يَمِينٍ ذَا اشْتَهَرْ

أي آية موجودة، أو ثابتةٌ.

ووقع في نسخة شرح النوويّ بلفظ: "لولا أنه " بالنون المشدّدة، والهاء، بدل "لولا آية"، والهاء ضمير الشأن، قال النوويّ رحمه الله: معناه لولا أن الله تعالى أوجب على مَن عَلِمَ علمًا إبلاغَهُ لما كنت حريصًا على تحديثكم، ولست مُكْتَرِثًا بتحديثكم، وهذا كله على ما وقع في الأصول التي ببلادنا، ولأكثر الناس من غيرهم "لولا آية" بالياء، ومدّ الألف، قال القاضي عياض رحمه الله: وقع


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٨٢.
(٢) "القاموس المحيط" ص ١١٨٩.
(٣) بكسر الحاء، وتشديد اللام المكسورة، كما تُفيده عبارة "القاموس".