٧ - (ومنها): أن في قوله: "ثم يقوم، فيصلّي" يؤخذ منه أن القيام في النافلة أفضل من الجلوس، إلا لعذر.
٨ - (ومنها): استحباب ركعتين عقب الوضوء، وقد سبق حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن النبيّ - صلي الله عليه وسلم - قال لبلال عند صلاة الفجر:"يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دَفّ نعليك (١) بين يديّ في الجنة"، قال: ما عملت عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طُهُورًا في ساعة ليل أو نهار، إلا صليت بذلك الطُّهور ما كُتِب لي أن أصلي. متّفقٌ عليه.
٩ - (ومنها): بيان أن الإخلاص في العمل، وإقبال القلب عليه، وترك الشواغل الدنيويّة هو روح العبادة.
١٠ - (ومنها): بيان أن الله - عز وجل - يُعطي الثواب الكثير على العمل القليل الخالص لوجهه؛ فضلًا منه، ومنّةً، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الحديد: ٢١].
١١ - (ومنها): بيان حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على فعل الخير، والترغيب فيه، ودلالة الغير عليه.
١٢ - (ومنها): بيان ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - أيضًا من التواضع، وخدمة أنفسهم بأنفسهم.
١٣ - (ومنها): ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - أيضًا من الحرص في طلب العلم، وحضور مجالسه، فكلما وجدوا فُرصة انتهزوها، واغتنموها، وصرفوها فيه، ولو كان ذلك على سبيل التناوب، وقد عقد الإمام البخاريّ لذلك بابًا في "كتاب العلم من صحيحه"، فقال:"باب التناوب في العلم"، ثم أخرج بسنده عن عبد الله بن عباس، عن عمر، قال:"كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أُمَيَّة بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل يومًا، وأنزل يومًا، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك … " الحديث.