[وأما الرابع]: وهو تضعيفه بعنعنة أبي الزبير، فيُجاب بأن الحديث له شواهد:
(منها): ما أخرجه أبو داود في "سننه"(١٦٥) بإسناد صحيح، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلًا جاء إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد توضأ، وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ارجع، فأحسن وضوءك".
وأشار أبو داود إلى إعلاله بتفرّد ابن وهب عن جرير بن حازم، لكن ابن وهب ثقة حافظ، لا يضرّ تفرّده، وقد صححه ابن خزيمة، وغيره.
(ومنها): ما أخرجه أبو داود أيضًا بإسناد صحيح (١٧٥) عن بعض أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يُصَلّي، وفي ظهر قدمه لُمْعَةٌ قدر الدرهم، لم يصبها الماء، فأمره النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن يعيد الوضوء والصلاة، درهو حديث صحيح، وقال الإمام أحمد: هذا إسناد جيّدٌ، وقوّاه ابن التركمانيّ، وابن القيّم والحافظ ابن حجر، والشيخ الألبانيّ.
وأعلّه المنذريّ وابن حزم، بأن في إسناده بقيّة بن الوليد، وهو مدلّس، وأجاب ابن القيّم عن ذلك بأنه صرّح بالتحديث في "مسند أحمد"، لكنه متّهم بتدليس التسوية.
وبالجملة فالحديث يتقوّى بمجموعه، وقد أجاد البحث فيه الشيخ الألبانيّ - رحمه الله -، وحقّقه في "صحيح أبي داود"(١/ ٣٠٧ - ٣١٣)، فراجعه تستفد.
(ومنها): مرسل الحسن البصريّ - رحمه الله -، أخرجه أبو داود أيضًا بسند صحيح، فهو يقوّي حديثنا أيضًا.
والحاصل أن رواية المصنّف - رحمه الله - هنا صحيحة، كما أراد هو؛ لأنه إمام حجة، مقدّم في معرفة علل الحديث، فهو العمدة في هذا الباب، وما ذكر من الإعلال لا يؤثّر في روايته؛ لما عرفته من الأجوبة، فالحديث صحيح، والحمد لله، والله تعالى أعلم بالصواب.
(المسألة الثالثة):
في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الطهارة"[١٠/ ٥٨٢](٢٤٣)، و (أبو عوانة)