للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليه، وذلك ليصحّ عطف "فغسل وجهه .. إلخ"؛ إذ غسل الوجه واليدين والرجلين هو الوضوء، وزيادة لفظة "العبد" لإفادة إخلاص العبادة، أي إذا توضّأ مُستَشعِرًا أنه عبد مخلص مطيع الأوامر. انتهى (١). (أَوِ الْمُؤْمِنُ) قال الحافظ أبو عمر - رحمه الله -: "أو" للشكّ من المحدّث، من كان، مالك، أو غيره. انتهى (٢).

وقال القاري - رحمه الله -: "أو" للشكّ من الراوي في لفظ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وإلا فهما مترادفان في الشريعة، والمؤمنة في حكم المؤمن. انتهى (٣).

(فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَ) قال الطيبيّ - رحمه الله -: "خرج" جواب الشرط، والفاء في "فَغَسَلَ" مُرَتّبةٌ له على الشرط، أي إذا أراد الوضوء، فغسل، خرج من وجهه كلُّ خطيئة. انتهى (٤). وقال القاري - رحمه الله -: قوله: "فغسل وجهه" عطفٌ على توضّأ عطفَ تفسير، أو المراد: إذا أراد الوضوء، وهو الأَوْجَهُ، وفيه إيماء إلى اعتبار النيّة المقتضية للمثوبة. انتهى (٥). (مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ) بفتح الخاء، وكسر الطاء، على وزن فَعِيلة، ويُجمع على خَطَايَا، وهو جمع نادر، و"الخَطِيئة": الذنب على عمد، ولك أن تُشدّد الياء؛ لأن كلّ ياء ساكنة، قبلها كسرة، أو واو ساكنة قبلها ضمة، وهما زائدتان للمدّ، لا للإلحاق، ولا هما من نفس الكلمة، فإنك تَقلب الهمزة بعد الواو واوًا، وبعد الياء ياءً، وتُدْغَمُ، وحكى أبو زيد في جمعه خَطَائِئ بهمزتين على فَعَائل، والفعل أخطأ، وخَطِئَ، وأخطأ يُخطِئُ: إذا سلك الخطأ عمدًا وسهوًا، ويقال: خَطِئَ بمعنى أخطأ، وقيل: خَطِئَ: إذا تعمّد، وأخطأ: إذا لم يتعمّد، ويقال لمن أراد شيئًا، ففعل غيره، أو فعل غير الصواب: أخطأ، أفاده في "اللسان" (٦).

وفي "المصباح": قال أبو عُبيدة: خَطِئَ خِطْئًا، من باب عَلِمَ، وأخطأ بمعنًى واحد لمن يُذنب على غير عمد، وقال غيره: خَطِئَ في الدين، وأخطأ في كلّ شيء، عامِدًا كان أو غير عامد، وقيل: خَطئ: إذا تعمّد ما نهيَ عنه،


(١) "فتح المنعم" ١/ ١٤١.
(٢) "التمهيد" ١/ ١٩٢ ترتيب المغراوي.
(٣) "المرقاة" ٢/ ١٢.
(٤) "الكاشف عن حقائق السنن" ٣/ ٧٤٤.
(٥) "المرقاة" ٢/ ١٣.
(٦) "لسان العرب" ١/ ٦٧.