للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من خماسيّات المصنف رحمهُ اللهُ، وفيه التحديث، والعنعنة، والسماع.

٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى خلف، فأخرج له البخاريّ في "الأدب المفرد"، وأبو مالك أخرج له في التعاليق.

٣ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ: أبو مالك، عن أبي حازم.

٤ - (ومنها): أن أبا هريرة - رضي الله عنه - رأس المكثرين السبعة، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي حَازِمٍ) سلمان الأشجعيّ رحمهُ اللهُ، أنه (قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -، أي وراءه (وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ) جملة في محلّ نصب على الحال من "أبي هريرة" (فَكَانَ) أي أبو هريرة (يَمُدُّ يَدَهُ) أي يُطيل غسله بيده (حَتَّى تَبْلُغَ إِبْطَهُ) "حتى" غاية للمدّ، والفعل مبنيّ للفاعل، يعني أنه يبالغ في إطالة الغسل إلى أن تبلغ يده إلى إبطه.

و"الإبط" بكسر، فسكون: ما تحت الْجَنَاح، ويُذكّر ويؤنَّثُ، فيقال: هو الإبط، وهي الإبط، ومن كلامهم: رفع السوط حتى بَرَقَت إبطه، والجمع آباط، مثلُ حِمْل وأحمال، قال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: ويزعُمُ بعض المتأخّرين أن كسر الباء لغةٌ، وهو غير ثابت؛ لأن سيبويه قال: لم يجئ على فِعِلٍ بكسر الفاء والعين من الأسماء إلا حرفان: إِبِلٌ، وحِبِرٌ، وهو الْقَلَح (١)، ومن الصفات إلا حرفٌ واحدٌ، وهي امرأةٌ بِلِزٌ، وهي الضخمة. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: هكذا أنكر الفيّوميّ كسر الباء، لكن في "القاموس" ما يُفيد أنه لغة، والله تعالى أعلم.

قال أبو حازم: (فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا هَذَا الْوُضُوءُ؟) "ما" استفهاميّة، مبتدأ، أو خبر مقدّم، و"هذا" خبره، أو مبتدأ مؤخّر، و"الوضوء"


(١) "الْقَلَح" - بفتحتين -: صُفْرةٌ تُصيب الأسنان.
(٢) راجع "المصباح المنير" ١/ ٢.