للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بعلمه: "نُخْبِرُ به" مرفوعًا، و"ندخل" مرفوعًا ومجزومًا، فرفعهما على الصفة لـ"أمر"، وجزم "ندخُلْ" على جواب الأمر المتضمّن للجزاء، فكأنهم قالوا: إن أمرتنا بأمر واضح فعلنا به، ورجونا دخول الجنّة بذلك الفعل. انتهى (١).

وإلى هذا الجزم أشار في "الخلاصة" حيث قال:

وَبَعْدَ غَيْرِ النَّفْيِ جَزْمًا اعْتَمِدْ … إِنْ تَسْقُطِ الْفَا وَالْجَزَاءُ قَدْ قُصِدْ

وقال في "الفتح": قوله: "نخبر به" بالرفع على الصفة لـ"أمرٍ"، وكذا قوله: "وندخل"، ويروي بالجزم فيهما، على أنه جواب الأمر، وسقطت الواو من "وندخل" في بعض الروايات، فيُرفَع "نُخْبِرُ"، ويُجزَم "ندخلْ " (٢).

(قَالَ) الراوي (فَأَمَرَهُمْ) الفاء للتعقيب، أي أمر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الوفد بعد ذلك (بِأَرْبَعٍ) أي بأربع خصال، أو جُمَل (وَنَهَاهُمْ) عطف على "أمرهم" (عَنْ أَرْبَعٍ) أي عَن ارتكاب أربع خصال (قَالَ) الراوي (أَمَرَهُمْ بَالايمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُ) تفسير لقوله: "فأمرهم بأربع"، ولهذا ترك العاطف (وَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ")، أي هل تعلمون (مَا) استفهاميّة مبتدأ، خبره قوله: ("الْإِيمَانُ باللهِ؟ ") سبحانه وتعالى (قَالُوا) أي الوفد (اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("شَهَادَةُ أَنْ لَا إِله إلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ) برفع "شهادة" على أنه خبر لمحذوف، أي هو، أو هي شهادة إلخ (وَإِقَامُ الصَّلَاة، وَإِيتَاءُ الزَّكَاة، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُؤَدُّوا) عطف على "أربع" من قوله: "فأمرهم بأربع"، فيكون مضافًا إلى الأربع، وليس واحدًا منها، وإن كان واحدًا من شعب الإيمان، ولا يُعطف على "شهادة أن لا إله إلا الله إلخ"؛ لئلا يلزم كونها خَمْسًا.

[فإن قلت]: لم عَدَل عن لفظ المصدر الصريح إلى "أن" والفعل المضارع.

[أجيب]: بأن ذلك للإشعار بمعنى التجدّد الذي في الفعل؛ لأن سائر الأركان كانت ثابتة قبل ذلك، بخلاف إيتاء الخمس، فإن فريضته تتجدّد بحسب تجدّد الجهاد (٣). والله تعالى أعلم.


(١) "المفهم (١/ ١٧٤.
(٢) "الفتح" ١/ ١٦١.
(٣) راجع: "شرح الكرماني" ١/ ٢٠٩.