للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَأَوَّلًا رَجَّحَهُ ابْنُ الْقَيِّمِ … إِذْ هُوَ غَالِبُ النُّصُوصِ فَاعْلَمِ

ولمزيد الإيضاح في المسألة، راجع "المنحة الرضيّة" شرح هذه الأرجوزة، والله تعالى وليّ التوفيق.

١٠ - (ومنها): ما قاله المهلب رحمهُ اللهُ: فيه أن المندوبات ترتفع إذا خُشِيَ منها الحرج.

١١ - (ومنها): أنه استَدَلَّ به الإمام النسائيّ رحمهُ اللهُ على استحباب السواك للصائم بعد الزوال؛ لعموم قوله: "كل صلاة"، وقد استوفيت هذا البحث في "شرح النسائيّ" (١)، وأعود إليه في هذا الشرح في "كتاب الصيام" - إن شاء الله تعالى.

١٢ - (ومنها): ما قاله الإمام ابن دقيق العيد رحمهُ اللهُ: إن الحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حالًا تُقَرِّب إلى الله تعالى، فاقتضى أن تكون حالَ كمالٍ ونظافةٍ؛ إظهارًا لشرف العبادة، وقد ورد من حديث عليّ - رضي الله عنه - عند البزار ما يدُلّ على أنه لأمر يتعلق بالملَك الذي يستمع القرآن من المصلي، فلا يزال يدنو منه حتى يَضَعَ فاه على فيه، لكن لا ينافي ما تقدم، قاله في "الفتح".

قال الجامع عفا الله عنه: أما وضع الملك فاه على في القارئ، ففيه حديث عليّ - رضي الله عنه -، أخرجه البزّار بسند رجاله ثقات، كما قال الحافظ الهيثميّ مرفوعًا: "إن العبد إذا تسوّك، ثم قام يُصلّي قام الملك خلفه، فيسمع لقراءته، فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يَضَعَ فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء إلا صار في جوف الملك، فطهّروا أفواهكم للقرآن" (٢).

وأما كونه يتأذّى بالرائحة الكريهة، فيدلّ له ما أخرجه مسلم وغيره من حديث جابر - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من أكل من هذه البقلة: الثوم"، وقال مرّةً: "من أكل البصل، والثوم، والكرّاث، فلا يقربنّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه بنو آدم"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.


(١) راجع ١/ ٢٠٤ - ٢٠٨.
(٢) صححه الشيخ الألبانيّ رحمهُ اللهُ. راجع "السلسلة الصحيحة" ٣/ ٢١٤.