للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ختنتهما، وأختنتهما وزنًا ومعنىً، قال الجوهريّ: والأكثرون: خَفَضتُ الجارية، قال: وتزعم العرب أن الغلام إذا وُلد في القمر فُسِخت قُلْفَته، أي اتّسعت، فصار كالمختون. انتهى بتصرّف (١)، وسيأتي تمام البحث فيه في المسألة السادسة - إن شاء الله تعالى -.

(وَالاسْتِحْدَادُ) بالحاء، والدال المهملتين: هو حلق العانة بالحديد، سُمّي استحدادًا؛ لاستعمال الحديدة فيه، وهي الموسَى؛ قاله النوويّ (٢).

وقال في "الفتح": "الاستحداد" - بالحاء المهملة - استفعال من الحديد، والمراد به استعمال الموسى في حلق الشعر من مكان مخصوص من الجسد، قيل: بهذه اللفظة مشروعية الكناية عما يُسْتَحْيَى منه، إذا حصل الإفهام بها، وأغنى عن التصريح، والذي يظهر - قال الحافظ - أن ذلك من تصرّف الرواة، فقد وقع في حديثي أنس، وعائشة - رضي الله عنهما - الآتيين قريبًا بلفظ: "وحلق العانة"، وكذا وقع في رواية النسائيّ (٣) في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا أيضًا بلفظ: "وحلق العانة"، فتنبّه.

وقال الإمام ابن دقيق العيد رَحِمَهُ اللهُ: الاستحداد: استفعال من الحديد، وهو إزالة شعر العانة بالحديد، فأما إزالته بغير ذلك، كالنتف، وبالنُّورة، فهو مُحصِّل للمقصود، لكن السنّة والأَولى الأوّل الذي دلّ عليه لفظ الحديث، فإن الاستحداد استفعال من الحديد. انتهى (٤)، وسيأتي تمام البحث فيه في المسألة الثامنة - إن شاء الله تعالى -.

(وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ) هو تفعيل من القلْم، وهو القطع، والمراد: تقطيع ما طال منها، وهو مبالغة الْقَلْم، يقال: قَلَمته قَلْمًا، من باب ضَرَبَ: إذا قطعته، وقَلَمتُ الظُّفر: أخذتُ ما طال منه، وقَلَّمتُ بالتشديد مبالغة، وتكثير؛ أفاده الفيّوميّ رَحِمَهُ اللهُ (٥).


(١) "الفتح" ١٠/ ٣٥٢.
(٢) "شرح النوويّ" ٣/ ١٤٨.
(٣) راجع النسائيّ ١/ ١٥ رقم (١١).
(٤) "إحكام الأحكام" ١/ ٣٤٢ - ٣٤٥ بنسخة "الحاشية".
(٥) "المصباح المنير" ٢/ ٥١٥.