للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووقع في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - بلفظ: "قَصّ الأظفار"، وفي حديث عائشة وأنس - رضي الله عنهما - بلفظ: "قَصّ الأظفار"، والتقليم أعمّ.

و"الأَظفار" - بفتح الهمزة -: جمع ظُفُر - بضم الظاء والفاء، وبسكونها - وحَكَى أبو زيد كسر أوله، وأنكره ابن سِيدَهْ، وقد قيل: إنها قراءة الحسن، وعن أبي السمّاك أنه قرأ بكسر أوله وثانيه؛ قاله في "الفتح" (١).

وقال الفيّوميّ رَحِمَهُ اللهُ: "الظفر" للإنسان مذكّر، وفيه لغات:

[أفصحها]: بضمّتين، وبها قرأ السبعة في قوله تعالى: {حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُر} الآية [الأنعام: ١٤٦].

[والثانية]: الإسكان؛ للتخفيف، وقرأ بها الحسن البصريّ، والجمع أَظفار، وربّما جُمِع على أُظْفُر، مثلُ رُكْن وأَرْكُن.

[والثالثة]: بكسر الظاء، وزانُ حِمْل.

[والرابعة]: بكسرتين؛ للإتباع، وقُرئ بهما في الشاذّ.

[والخامسة]: أُظْفُور، والجمع أظافير، مثلُ أُسبوع وأسابيع، قال الشاعر [من البسيط]:

مَا بَيْنَ لُقْمَتِهِ الأُولَى إِذَا انْحَدَرَتْ … وَبَيْنَ أُخْرَى تَلِيهَا قِيدُ أُظْفُورِ

انتهى المقصود من كلام الفيّوميّ رَحِمَهُ اللهُ (٢).

والمراد بتقليمها إزالة ما يزيد على ما يلابس رأس الإِصْبَع من الظفر؛ لأن الوسخ يجتمع فيه، فيُستَقذَر، وقد ينتهي إلى حدٍّ يَمنَعُ من وصول الماء إلى ما يجب غسله في الطهارة، وفيه خلاف سيأتي تحقيقه في المسألة الحادية عشرة - إن شاء الله تعالى -.

(وَنَتْفُ الْإِبْطِ) أي نَزْعُ شعرها، يقال: نتَفتُ الشعرَ نَتْفًا، من باب ضرب: إذا نزعته (٣).

و"الإِبْطُ": بكسر، فسكون: ما تحت الْجَناح، يذكّر، ويؤنّث، فيقال: هو


(١) "الفتح" ١٠/ ٣٥٧.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٣٨٥.
(٣) "المصباح" ٢/ ٥٩٢.